عبّرت فرنسا عن أسفها لسماح اليونان للمسافرين الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا بلقاحات روسية وصينية بدخول أراضيها، وهو ما وصفته موسكو بـ"التصريحات العنصرية التمييزية".

وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون الاتحاد الأوروبي "كليمان بون"، الأحد، في تصريحات تليفزيونية: "نحن لا ندين اليونان، لكننا نفضل أن يتم الاعتراف في أوروبا باللقاحات الأربعة فقط، التي وافقت عليها وكالة الأدوية الأوروبية".

وتابع: "يؤسفني أن اليونان تفعل ذلك من خلال السماح للأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات أخرى بالدخول إليها".

وأضاف الوزير الفرنسي، أن "هذه المسألة ليست سياسية، بل هي مسألة علمية، وهو الموقف الذي حددته الهيئة الأوروبية للأدوية  (EMA)".

وأشار إلى أن "معظم الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، تعترف فقط بهذه اللقاحات الأربعة (...) هناك ثلاث دول (في الاتحاد الأوروبي) فقط تتمسك بموقف مختلف".

وفي حديثه عن موقف بلاده، أكد أنه "لا يمكن السماح بدخول فرنسا لأولئك الذين لديهم شهادات حول تطعيمهم بلقاحات روسية أو صينية".

وتسببت تصريحات الوزير الفرنسي في غضب روسي، دفعت المتحدثة باسم الخارجية "ماريا زاخاروفا" لتوجيه انتقادات شديدة اللهجة إلى باريس.

وأشارت "زاخاروفا"، في بيان الأحد، إلى أن التصريحات "غير مقبولة وليست الأولى من نوعها، ما يعني أن الحديث لا يدور عن رأيه الشخصي، بل عن موقف دولته السياسي".

وحذرت من أن "روسيا منذ الآن ستغير نبرتها إزاء باريس في هذه المسألة"، مشددة على أن هذه التصريحات "تمييزية وتحيي روح الفصل العنصري للنازية الجديدة في أوروبا".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "وزير الدولة الفرنسي لشؤون الاتحاد الأوروبي ليس خبيرا وبائيا، وغير مخول بإلقاء محاضرات بهذا الخصوص على دول ذات سيادة، مع الربط بين الطب والانتماء القومي، فهذا الأمر يعود أكثر إلى اختصاصات الدكتور جوبلز" (في إشارة إلى وزير الدعاية في ألمانيا النازية جوزف غوبلز).

وتابعت: "ليس من حق فرنسا أن تملي على الدول والشعوب ماهية اللقاحات التي ينبغي لها التطعيم بها".

ورجحت "زاخاروفا"، أن سبب هذه المواقف التي تأتي من قبل باريس، يعود إلى غيرة الدولة الفرنسية، التي لم تتمكن من تطوير لقاح خاص بها، إزاء الدول التي نجحت في هذا السبيل.

وأضافت: "كان بإمكان الوزير الفرنسي القول بصراحة إن فرنسا لم تستطع إنتاج لقاح خاص بها، ونشعر بالغيرة إزاء مَن نجح في هذه المسألة، وأوكلت إلينا مهمة التصدي بالوسائل الدعائية لنجاح الدول التي أظهرت للعالم إنجازات علمائها".

وذكّرت "زاخاروفا" بأن رئيسة اللجنة الفرنسية المعنية باللقاحات "ماري بول كييني"، وهي خبيرة الفيروسات ومديرة معهد البحوث الطبية الفرنسي، أقرت مؤخرا بفعالية لقاح "سبوتنيك V" الروسي ضد فيروس "كورونا".

ولم يصدر عن الصين أي تعليق حول ما ذكره الوزير الفرنسي.

وترفض أوروبا استخدام اللقاحات الروسية والصينية المضادة لفيروس "كورونا"، حيث يرى عدد من القادة الأوروبيين أن روسيا توظف لقاحاتها في عدد من بلدان العالم، ولا سيما بعض الدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي، لتلميع صورتها.

وتسبب لقاح "سبوتنيك في" الروسي، مؤخراً في الإطاحة برئيس وزراء سيلوفاكيا، في ظل جدل كبير حول هذا اللقاح، الذي تم التأكد من فعاليته العالية، ولكنه يثير في الوقت ذاته مخاوف صحية وأمنية وسياسية كبيرة في أوروبا.