استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المقتطف لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى

الثلاثاء 13 يوليو 2021 04:59 م

المقتطف لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى

الاقتطاف في التنكيت والتبكيت لهْو لا يغتفر لأنه استهزاء بصاحب النص الذي اقتطف منه وبمن ألقى عليه النكات أو اللوم.

المقتطف ليس برهانا علميا إن لم يكن داخل سياق يؤدي للمعنى فالمقتطفات آفة الحديث والبحث العلمي عندما يتم تجاهل السياق العام للنص.  

لغتنا العربية مقدسة باعتبارها لغة القرآن الكريم الذي حفظه الله من العبث فلا تعبثوا باللغة العربية وقدسوها حتى لا تكونوا كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

*     *     *

من الناس من إذا أراد أن يبرهن على قول يقوله أو يكتبه يقتطف من غيره أو من مصدر رجع إليه، لكن المقتطف ليس برهانا علميا، إن لم يكن داخل سياق يؤدي إلى معنى.

ذلك أن المقتطفات آفة الحديث بل والبحث العلمي، سواء كان كلمة أو تعبيرا أو جملة أو فقرة، عندما تتجاهل السياق العام للنص، فالنص هو ناتج فكرة يطرحها الكاتب والاقتطاف منه يشبه وصف العميان للفيل، إذ يصف الأعمى للفيل حسب الموقع الذي تحسسه منه.

وأسوأ أمثلة الاقتطاف هو الاقتطاف من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة وعلماء السلف، ولا أدل على ذلك من وصف المرأة بأن كيدها عظيم، ووصف الشيطان بأن كيده ضعيف، استنادا إلى تعبيرات مقتطفة من القرآن، (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم)، (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)، وهذا خطأ فاحش لأنه تجاهل السياق القرآني في التعبير عن الفكرة المطروحة من خلال مثل يضربه الله للناس ليتعظوا به.

المشكلة في الأول أنه كان جزءا من حادثة وجاء الحكم على لسان بشر ( وليس حكما من الله) إزاء ما رآه من مكر لم يتوقعه من زوجة يعيش معها ويفترض أنه يعرفها جيدا، وكون التعبير جاء بالجمع فهو تهويل لعظم ما لم يتوقعه من ناحية، والتماس التسامح معها من ناحية أخرى، فأشرك فيه النساء كلهن.

والمشكلة في وصف كيد الشيطان بالضعف أنه جاء على لسان الله سبحانه، وهو أمر طبيعي بالنسبة للخالق، ولا ينسحب ذلك على قياسه بالبشر، بدليل ما فعله الذي عنده علم من الكتاب من جلساء الملك سليمان عليه السلام، وهو أن أحضر عرش بلقيس في غمضة عين، وهو ما لم يستطعه عفريت من الجن.

الاقتطاف في التنكيت والتبكيت أيضا لهْو لا يغتفر، لأنه استهزاء بصاحب النص الذي اقتطف منه، وبمن ألقى عليه النكات أو اللوم.

كأن يقول القائل: لا تقربوا الصلاة، أو يقول: السلام على من اتبع الهدى، فالأول اقتطف من حكم مشروط وصار منسوخا. والثاني: تبكيت لا يقال إلا لكافر لأن السلام ليس لمثله.

أصدقائي الأعزاء لغتنا العربية مقدسة باعتبارها لغة الوحي الكريم الذي حفظه الله من العبث، فلا تعبثوا باللغة العربية وقدسوها، حتى لا تكونوا كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

المقتطف، البحث العلمي، برهان، سياق، العربية، الاقتطاف، التنكيت والتبكيت،