فيروس الجوع أشد فتكاً من جائحة كوفيد-19

الأربعاء 14 يوليو 2021 09:12 ص

فيروس الجوع أشد فتكاً من جائحة كوفيد-19

الجوع عند الملايين يعني أيضاً التخمة عند القلة من أغنياء العالم ومترفيه.

تعهد الأمم المتحدة الشهير عبر برامج التنمية المستدامة بوضع حد للجوع على مستوى عالمي في سنة 2030 يظل بعيد المنال.

عُشر سكان العالم نحو 768 مليوناً عانوا الجوع خلال 2020 وأكثر من 2.3 مليار (30%) من سكان الأرض افتقدوا الغذاء السليم على مدار السنة.

الجوع والتجويع فيروس قاتل أشد فتكاً من كوفيد-19 حسب إحصائية مرعبة تقول إن 11 شخصاً يموتون كل دقيقة بسبب افتقاد الحد الأدنى من التغذية.

ارتفعت ثروات أغنى 10 أشخاص بالعالم بمقدار 413 مليار دولار أي ما يفوق عشرة أضعاف حاجة الأمم المتحدة ضمن نطاق المهام الإنسانية المختلفة.

خريطة الجوع ونقص التغذية تتوزع بحوالي 418 مليوناً بآسيا و282 مليوناً بأفريقيا و60 مليوناً بأمريكا اللاتينية والكاريبي أرقام تذكر بالشرخ بين شمال العالم وجنوبه.

حقائق مروعة حول استخدام التجويع سلاحا في الحروب وقطع الطرق أمام مساعدات إنسانية مختلفة بما فيها الأغذية كما في اليمن وسوريا وجنوب السودان.

*     *     *

مفزعة وغير مسبوقة إحصائيات الجوع وسوء التغذية التي تضمنها تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الذي صدر مؤخراً بالتعاون مع أربع منظمات أممية أخرى هي برنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف).

والأرقام الصادمة الأولى تفيد بأن 10% من سكان العالم أي قرابة 768 مليوناً عانوا من الجوع خلال سنة الأساس 2020، وأن أكثر من 2.3 مليار أو 30% من سكان الأرض افتقدوا الغذاء السليم على مدار السنة.

وبعض النتائج الكارثية على مستوى الأطفال ترصد إعاقات بمعدل 149 مليوناً لمن هم في أعمار أقل من خمس سنوات، والانقسام على مستوى الجنس يشير إلى أن الجوع يضرب 11 امرأة مقابل 10 رجال.

هذه حقائق تنذر بأن التعهد الشهير، الذي قطعته الأمم المتحدة عبر برامج التنمية المستدامة بوضع حد للجوع على مستوى عالمي في سنة 2030، يظل بعيد المنال.

وخاصة في ضوء المعطيات الراهنة التي زادت وطأتها العواقب الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، وانعدام المساواة في استراتيجيات التعاون الدولي أو التقصير الفاضح الذي اتسمت به سياسات العديد من الدول المتقدمة لمواجهة الجائحة.

فالتقرير يوضح أن خريطة الجوع ونقص التغذية على نطاق العالم تتوزع بمعدلات 418 مليوناً في آسيا، و282 مليوناً في أفريقيا، ونحو 60 مليوناً في أمريكا اللاتينية والكاريبي، وهذه أرقام تعيد التذكير بالشرخ القديم بين شمال العالم وجنوبه.

والجوع عند الملايين يعني أيضاً التخمة عند القلة من أغنياء العالم ومترفيه، ففي أحدث تقرير لها رصدت منظمة «أوكسفام» الدولية ارتفاع ثروات أغنى 10 أشخاص على مستوى العالم بمقدار 413 مليار دولار، أي ما يفوق أكثر من عشرة أضعاف حاجة الأمم المتحدة ضمن نطاق المهام الإنسانية المختلفة.

وليس أقل إثارة للقلق ما تسجله المنظمة من تزايد الإنفاق العسكري بقيمة 51 مليار دولار، أي ما يكفي لتأمين أكثر من ستة أضعاف الرقم الذي تعلن الأمم المتحدة أنها في حاجة إليه لمجابهة الجوع.

وكل هذا من دون إغفال الحقائق المروعة حول استخدام التجويع كسلاح في الحروب، وما يرتبط به من قطع الطرق أمام المساعدات الإنسانية المختلفة بما في ذلك الأغذية، وهذه هي الحال في اليمن وسوريا وجنوب السودان ومواقع أخرى كثيرة على امتداد خرائط الجوع.

وهذه الاعتبارات وسواها تبرهن أن الجوع والتجويع فيروس قاتل بدوره، بل لعله أشد فتكاً من فيروس كوفيد-19 حسب إحصائية مرعبة تقول إن 11 شخصاً يموتون كل دقيقة بسبب افتقاد الحد الأدنى من التغذية، أياً كان المعيار العلمي والغذائي المتفق عليه لتوصيف حالة الجوع.

وإذا كانت أشكال التعاون الدولي والأممي قد تعثرت في إيجاد أنجع الطرائق لمواجهة الفيروس الثاني، فمن المؤسف أنها أكثر تعثراً في معالجة الفيروس الأول وذلك رغم عشرات المؤتمرات والتوصيات والتعهدات في الماضي وفي هذه السنة أيضاً.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجوع، فيروس، كوفيد-19، التغذية، التجويع، الإنفاق العسكري،

بينها 4 دول عربية.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعات في 23 منطقة بالعالم