ذا إيكونوميست: قبل لقاء بايدن.. عاهل الأردن منتعش إقليميا لكنه متأزم داخليا

الجمعة 16 يوليو 2021 04:35 م

قالت مجلة "ذا إيكونوميست" إن  العاهل الأردني، الملك "عبدالله الثاني" يذهب إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في 19 يوليو/تموز الجاري، بينما يتغير المشهد الجيوسياسي مجددا لصالح الأردن، بعد سنوات من عاصفة قوية ضد عمان، إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب".

وأوضحت المجلة أن الملك الأردني يلتقي "بايدن"، الذي أطاح بصفقة "ترامب"، التي أطلق عليها "صفقة القرن" لتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي وهمشت الأردن وملكها.

وأضاف التقرير أن الزيارة تأتي أيضا بعد رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الذي توترت علاقاته مع العاهل الأردني بشدة، وجاء خلفه "نفتالي بينيت"، والذي جعل عمان أول عاصمة يزورها بعد انتخابه.

وتابعت المجلة: وبدون دعم من "ترامب"، تراجعت السعودية عن محاولاتها لكي تحل محل الأردن كوصية على الأماكن المقدسة في القدس.

لكن المفارقة، بحسب التقرير، أنه في الوقت الذي هبت فيه الرياح الجيوسياسية لصالح الأردن، فإن المملكة لا تزال تغلي من الداخل، فالقبائل البدوية، التي تعتبر تاريخيا حجر الدعم للملكية، باتت تتحدى الملك الذي يحكم منذ 22 عاما.

وقال مسؤول سابق: "لم أر معارضة هكذا من قبل. وهي تتسرب إلى قلب النظام نفسه".

وأشارت المجلة إلى الحكم الذي أصدرته محكمة أمن الدولة الأردنية في 12 يوليو/تموز الجاري، على مقربيْن سابقين للملك، وهما "باسم عوض الله" والشريف "حسن بن زيد" بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة التآمر ضده. 

وتابع التقرير: كانت المحكمة سريعة وسرية وبدون شهود رئيسيين، ولم يتم توجيه تهم لأي ضابط في الجيش، مما أثار الشكوك حول مزاعم الادعاء بأن الانقلاب كان مرتبا، ولم يستطع المحامون عن المتهمين دعوة أي من الشهود مثل الشخصية الرئيسية في الدراما وهو الأمير "حمزة بن الحسين"، الأخ غير الشقيق للملك؛ لأنه تحت الإقامة الجبرية.

وترى المجلة أن القضية فاقمت من التوتر بدلا من توحيد الأردن خلف الملك.

ومنح عدد من رجال العشائر الذي يخشون خسارتهم التفوق لصالح الأردنيين من أصل فلسطيني ولاءهم للأمير، وقاد أحد نوابهم في البرلمان احتجاجا، حيث سجن لاحقا لتهديده بإطلاق النار على الملك.

وتقول المجلة إن المحتجين أثنوا على لغة الأمير "حمزة" الفصحى وعلاقاته العميقة بالقبائل وملامح وجهه التي تشبه والده الملك "حسين"، وفي الوقت نفسه تهكموا على نشأة الملك "عبدالله" الغربية، وعلاقاته بالزواج مع الغالبية الفلسطينية في الأردن، ويقولون إنه تابع لأمريكا ويهتفون ضده بالإنجليزية "حتى يفهم".

وأوضحت أنه في الماضي كان الملك يشتري القبائل من خلال منحها وظائف في قوى الأمن، لكن المتاعب الاقتصادية تزيد من الغضب، فقد أثر "كوفيد- 19" على مصادر الدخل المهمة وهي السياحة والتحويلات من العاملين في الخارج، وخفضت دول الخليج من الدعم والاستثمار، ومن المتوقع أن يزيد الديْن هذا العام بنسبة 118% من الناتج المحلي الإجمالي. وتعاني نسبة ثلثي الشباب الأردني من البطالة.

ولا يتحدث الملك مع شعبه إلا نادرا نظرا لعدم وجود رؤية للتعافي، وتقدم أمريكا للأردن سنويا 1.5 مليار دولار، ما يجعله ثاني أكبر مستقبل للدعم الأمريكي.

وبدأت إسرائيل رحلات جوية مباشرة إلى الخليج ولم تعد بحاجة للأردن كنقطة انطلاق للعالم العربي وما بعده.

وقبل زيارته إلى واشنطن، أعلن الملك عن تعيين لجنة مليئة بالموالين له لكي تدرس الإصلاح السياسي.

وقالت المجلة: لكن الملك يفضل إسكات المعارضة لا الاستماع إليها، كما أغلق نقابات العمال، وحدّ من الحريات المدنية.

واختتم التقرير بالقول: في هذا العام، خفّض "فريدم هاوس" في واشنطن مرتبة الأردن من "حر جزئيا" إلى "ليس حرا"، وربما منح لقاء الملك مع "بايدن" فرصة، لكنه لن يحل متاعب وآلام بلده.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأردنية الأمريكية العاهل الأردني الملك عبدالله جو بايدن الأزمة في الأردن

واشنطن بوست: عبدالله الثاني عاد ليكون الحاكم المفضل لدى الولايات المتحدة

بعد عودتهما من أمريكا.. ملك الأردن وولي عهده يزوران قيادة الجيش