قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري يهدد بالرصاص…
يتهم قيس سعيد التوانسة، مطلقي شرارة الربيع العربي، بالارتزاق حتى قبل أن ينهي خطابه ويستكشف ردود الفعل عليه.
عبارة سيئة لغويا: فقد كان يمكن للرئيس قيس سعيد أن يكتفي بوابل من الرصاص، من دون الاضطرار إلى عبارة «لا يحدّه إحصاء»!
أراد الرئيس الانقلابي أن يسابق الطغاة الزملاء الماثلة تجاربهم أمام عينيه فقرر استخدام البراميل العشوائية المتفجرة قبل أن يتعشى به الخصوم.
أسوأ ما في خطاب الرئيس التونسي الانقلابي المتلفز عبارة: "ومن يطلق رصاصة واحدة ستجابهه قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية بوابل من الرصاص الذي لا يحدّه إحصاء".
* * *
أسوأ ما في خطاب الرئيس التونسي الانقلابي المتلفز عبارته: «ومن يطلق رصاصة واحدة ستجابهه قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية بوابل من الرصاص الذي لا يحدّه إحصاء».
سيئة، أولاً لأنها تصدر عن حقوقي، عن رجل درس القانون بل أستاذ القانون الدستوري ووصل إلى الرئاسة باسمه.
إنه حتى يتجاوز القاعدة الحقوقية الأبعد في التاريخ: «العين بالعين والسنّ بالسنّ». لا يكتفي بإطلاق رصاصة مقابل رصاصة، فهو يهدد بوابل من الرصاص. لو فكّر قليلاً لتوعّد مطلق الرصاصة بالعدالة وحسب، شيء من قبيل: «من يطلق رصاصة ستطاله يد العدالة».
غير أن الرجل أراد أن يسابق الطغاة الزملاء، الماثلة تجاربهم أمام عينيه، فقرر استخدام البراميل العشوائية المتفجرة قبل أن يتعشى به الخصوم.
ولم يفتْه استخدام خطاب «المندسّين»، عندما حذّر من «توزيع الأموال في بعض الأحياء للحرق والنهب».
إنه يتهم التوانسة، مطلقي شرارة الربيع العربي، بالارتزاق حتى قبل أن ينهي خطابه ويستكشف ما ردود الفعل عليه.
وثانياً، فإن العبارة سيئة لغوياً. كان يمكن للرئيس قيس سعيد أن يكتفي بوابل من الرصاص، من دون الاضطرار إلى عبارة «لا يحدّه إحصاء»!
فبإمكان «وابل» واحد أن يتكفّل بارتكاب أفظع مجزرة. لكنه الرئيس المولع بالاستطرادات اللغوية المضجرة، ولعله مشغول بها أكثر من انشغاله بحقوق الإنسان.
* راشد عيسى كاتب صحفي وإعلامي