واشنطن بوست: إدارة بايدن تتجه لنهج أكثر نجاحا في العراق بفضل "الشريك الذكي"

الأربعاء 4 أغسطس 2021 10:37 ص

اعتبر الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست"، "ديفيد إجناتيوس" أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تتخذ نهجاً أكثر نجاحاً في العراق بعد الانسحاب السريع والفوضوي للقوات القتالية من أفغانستان.

وأوضح الكاتب الأمريكي أن "بايدن" عثر على وصفة نجاحه في العراق، متمثلة في قوة صغيرة ومستمرة يمكنها تدريب الجيش العراقي، وتزويده بالمعلومات الاستخبارية وحمايته ضد الجيران الأقوياء، بدعم من معظم الفصائل السياسية العراقية.

وأضاف: "إنها طريقة منخفضة التكاليف ومستديمة للحفاظ على قوة الولايات المتحدة على طول خط الصدع الاستراتيجي، لبعض الوقت على الأقل".

وفي المقابل، تعيش أفغانستان في حالة من الفوضى بعد المغادرة المتسرعة لآخر القوات القتالية الأمريكية في يوليو/تموز، حيث غادرت الولايات المتحدة بدون حكومة مستقرة في كابل، أو اتفاق بين الفصائل المتحاربة أو دعم إقليمي لأمن أفغانستان.

فما هو الاختلاف الحاسم بين الحالتين؟ يجيب "إجناتيوس" بأنه "وجود شريك ذكي لبايدن في العراق يتمثل في رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي زار واشنطن، الأسبوع الماضي، وخرج بسلسلة من الاتفاقيات التي ستربط العراق بشكل أقوى بجيرانه العرب وأوروبا والولايات المتحدة، دون إثارة قطيعة مع إيران".

وكان محور زيارة "الكاظمي" ما وصفها بـ "الشراكة الإستراتيجية" مع واشنطن، حيث ستسحب الولايات المتحدة ما تبقى من قواتها القتالية مع الحفاظ على قوة يمكنها المساعدة في التدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية وأنشطة الدعم الأخرى.

وكشف "إجناتيوس" أن "الكاظمي" أخبره في بغداد، الشهر الماضي، بأنه يريد مثل هذا الاتفاق، على الرغم من اعتراضات بعض المليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

وأشار المقال إلى أن إيران تعارض أي وجود عسكري أمريكي في العراق من حيث المبدأ، ولكن يبدو أن طهران مستعدة لتحمل دور الولايات المتحدة التدريبي والاستشاري المحدود والمستمر.

وفي هذا الإطار، ذكر "إجناتيوس" أن بعض المصادر أخبرته بعد رحلة "الكاظمي" بأن طهران أصدرت تعليماتها لوكلائها العراقيين بوقف الهجمات على القوات الأمريكية.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن "الكاظمي" يحاول إمالة العراق قليلاً نحو جيرانه العرب، بعيداً عن إيران، وهو ما تجسد في العديد من الاتفاقيات التي نوقشت خلال زيارته إلى واشنطن، حيث يخطط العراق لشراء الكهرباء من الأردن، وربط الشبكة مع دول الخليج عبر الكويت، بهدف التوقف عن حرق الغاز الطبيعي بحلول عام 2025 وتقليص اعتماد بغداد على طهران لتوليد الكهرباء.

ويرى "إجناتيوس" أنه من الصعب التنبؤ بما إذا كان نجاح "الكاظمي" في الخارج سيُترجم إلى فترة جديدة كرئيس للوزراء بعد الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرا إلى أن العديد من العراقيين أخبروه في بغداد بأنهم سئموا من عدم كفاءة وفساد النخبة السياسية في البلاد.

ولما كان "الكاظمي" وجه جديد ليس لديه حزب تقليدي أو قاعدة سلطة، فقد قد أثار الآمال في التغيير عندما تولى المنصب في العام الماضي، ولكن هناك شكوى من أنه نفذ القليل من الإصلاحات، بحسب المقال.

وخلص "إجناتيوس" إلى أن قصة العراق توضح أن هناك طريقة أفضل لحل الحروب "اللانهائية" من أسلوب الانسحاب في أفغانستان، مشيراً إلى أن المكونات الأساسية لذلك هي "شريك قوي وجيش مستعد وقادر على القتال واستراتيجية إقليمية يساعد فيها الجيران في بناء الاستقرار بدلاً من تقويضه، ووجود عسكري أمريكي مستمر".

 

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

العراق أفغانستان جو بايدن