قال ثلاثة من قادة طالبان، إن "الحركة المسلحة غيرت من استراتيجيتها من استهداف مناطق ريفية ونائية في أفغانستان إلى الهجوم على مدن في الأقاليم، ردا على تزايد الضربات الجوية الأمريكية"، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تضع حدا لأطول حرب خاضتها.
وكثفت حركة طالبان من حملتها، التي تهدف لإلحاق الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، مع استكمال القوات الأجنبية انسحابها بعد صراع استمر 20 عاما.
وقال قائد عسكري أمريكي في المنطقة في الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة زادت من وتيرة الضربات الجوية لمواجهة الهجمات المتزايدة من طالبان، وهي خطوة نددت بها الحركة.
وازدادت حدة المعارك بشكل واضح داخل مدينة هرات، قرب الحدود الغربية مع إيران وفي لشكركاه، عاصمة إقليم هلمند، في الجنوب الغربي وقندهار في الجنوب.
وقال القادة الثلاثة من طالبان، بعد أن طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إنهم يركزون حاليًا على السيطرة على هرات وقندهار وأعينهم على لشكركاه.
وأضاف أحدهم وهو موجود في قندهار: "الملا يعقوب (القائد العسكري لطالبان) قال إن الولايات المتحدة أخلت بالتزاماتها فلماذا على طالبان أن تضطر للالتزام بالاتفاق؟"، مشيرًا إلى أن حجة القادة العسكريين تغلبت على حجة المكتب السياسي للحركة في هذا الشأن.
ولم يرد متحدث باسم طالبان على طلب التعليق، وقال مفاوض طالبان "سهيل شاهين"، إن الحركة مستمرة في سياستها المتعلقة بالسيطرة على المناطق الريفية وتطبيق الشريعة الإسلامية هناك أكثر من التركيز على المدن.
واستولت طالبان في الأشهر الثلاثة الأخيرة على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسة، خلال هجوم خاطف باشرته مع بدء انسحاب القوات الأجنبية، الذي ينبغي أن ينجز بحلول الـ31 من شهر أغسطس/آب الجاري.
وانتقلت حركة طالبان قبل أيام للتركيز على المدن الكبرى ومحاصرة عواصم عدة ولايات، وذلك بعدما لاقت مقاومة ضعيفة في الأرياف.
وعاد أمير الحرب السابق "عبدالرشيد دستم" إلى أفغانستان، وفق ما أعلن مقربون منه، فيما تشدد حركة طالبان الضغط على معقله في شبرغان، والعديد من المدن الكبرى الأخرى.
ووصل المشير "دستم"، المقيم في تركيا منذ أشهر عدة لتلقي العلاج على الأرجح، إلى كابول مساء أمس الأربعاء، حيث التقى كبار المسؤولين لمناقشة الوضع في مدينة شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان في شمال أفغانستان، وفق ما قال "إحسان نيرو"، أحد المتحدثين باسمه.