أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الإثنين، أن الوضع الأمني في أفغانستان لا يسير بالاتجاه الصحيح، تزامنا مع سيطرة مقاتلي حركة طالبان على سادس عاصمة إقليم في البلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة "جون كيربي" إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية من هذا الاتجاه، لكن قوات الأمن الأفغانية لديها القدرة على محاربة الحركة المتشددة"، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".

وأضاف: "هذه هي قواتهم العسكرية وهذه هي عواصم أقاليمهم وشعبهم الذي يجب أن يدافعوا عنه، وسيعود الأمر حقا إلى القيادة التي هي على استعداد لإظهارها هنا في هذه اللحظة على وجه الخصوص".

يأتي ذلك فيما قال مسؤول بحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن انسحاب قوات الحلف من أفغانستان "مستمر"، مضيفا: "لا يوجد حل عسكري للصراع، ويجب على طالبان أن تفهم أن المجتمع الدولي لن يعترف بها مطلقا إذا رفضت العملية السياسية وحاولت الاستيلاء على البلاد بالقوة.. وعليها أن توقف هجماتها وأن تشارك في محادثات السلام بحسن نية".

وفي وقت سابق من الإثنين، سيطرت "طالبان" على مدينة إيبك، شمالي أفغانستان، وهي سادس عاصمة ولاية تقع في قبضة الحركة خلال 4 أيام.

وقال "صفة الله سامنجاني"، نائب حاكم ولاية سامنجان، وعاصمتها إيبك، إن "طالبان استولت على مدينة إيبك وتسيطر عليها بشكل كامل"، مشيرا إلى أن بعض وجهاء المدينة طلبوا من حاكمها سحب قواته حتى تنجو من القتال، وهو ما قبل به.

وإزاء ذلك، قرر الرئيس الأفغاني "أشرف غني"، الإثنين، تسليح السكان المحللين لقتال "طالبان"، حسبما ذكر بيان للمكتب الرئاسي.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم طالبان "ذبيح الله مجاهد"، إن الحكومة الأفغانية "فقدت السيطرة على الوضع في البلاد، وأن الحركة ستستولي قريبا على مزار الشريف، عاصمة إقليم بلخ"، وفقا لما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ودانت الأمم المتحدة مرارا الهجمات المتعددة في أفغانستان، ودعت إلى إنهاء فوري للقتال في المناطق الحضرية، وبدء محادثات سلام هادفة بين الأفغان.

ويأتي التصعيد في أعمال العنف، مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أفغانستان، فيما أعلنت طالبان مؤخرا سيطرتها على أكثر من 150 منطقة في عموم البلاد، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان، ونقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.