بعد السيطرة على 6 ولايات.. طالبان تعزز مواقعها في مزار الشريف

الثلاثاء 10 أغسطس 2021 10:45 ص

تسعى حركة "طالبان" إلى السيطرة على مزار الشريف، كبرى مدن شمال أفغانستان حيث عززت مواقعها، فيما تعتزم الولايات المتحدة إجراء محادثات في الدوحة هذا الأسبوع، من أجل الضغط على الحركة لوقف هجومها العسكري.

فبعد احتلال مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك مدينتي ساري بول وطالقان الأحد، في غضون ساعات قليلة، أضافت "طالبان"، الإثنين، إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة والتي سقطت دون مقاومة.

وباتت "طالبان" تسيطر على 6 من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت السبت، على شبرغان معقل زعيم الحرب "عبدالرشيد دوستم" على مسافة حوالى 50 كيلومترا شمال ساري بول، والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.

وفرّ آلاف من شمال البلاد ووصل كثر إلى كابل الإثنين، بعد رحلة لـ10 ساعات في السيارة عبروا فيها العديد من حواجز "طالبان".

وتسيطر حركة "طالبان" التي تتقدم بسرعة الآن على 5 من عواصم الولايات التسع في الشمال فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى.

ويبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة المحمومة لتقدمها في الشمال. فقد أعلنت أنها هاجمت مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. لكن السكان والمسؤولين قالوا إنهم لم يصلوا إليها بعد.

وقالت الشرطة في ولاية بلخ إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومترا على الأقل منها، متهمة "طالبان" بأنها تستخدم "الدعاية لترويع السكان".

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية "مرويس ستانيكزاي" في رسالة إلى وسائل الإعلام إن "العدو يتحرك الآن باتجاه مزار الشريف لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو".

ومزار الشريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري، وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد، وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جدا للسلطات.

وتعهد "محمد عطا نور" الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار الشريف والشمال، بالمقاومة "حتى آخر قطرة دم".

وكتب على "تويتر": "أفضّل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس".

قد يكون عجز السلطات في كابل عن السيطرة على شمال البلاد أمرا حاسما لفرص الحكومة في البقاء. ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه "طالبان"، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينيات.

وتشكّل السيطرة على قندوز الواقعة على مسافة 300 كيلومتر شمال كابل والتي احتلها مسلحو الحركة مرتين في 2015 و2016، مفترق الطرق الاستراتيجي في شمال أفغانستان بين كابل وطاجيكستان، أكبر نجاح عسكري لـ"طالبان" منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو/أيار مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يُتوقع أن ينتهي بحلول 31 أغسطس/آب.

وفي حين أثبت الجيش الأفغاني عدم قدرته على وقف هجوم "طالبان" في الشمال، فإنه مستمر في مواجهة المسلحين في قندهار ولشكركاه، وهما معقلان تاريخيان للحركة في جنوب أفغانستان، وكذلك في هرات في غرب البلاد.

لكن هذه المقاومة تتم لقاء خسائر مدنية فادحة، إذا أفادت اليونيسف الإثنين، بمقتل 20 طفلا على الأقل وإصابة 130 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في ولاية قندهار وحدها.

وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان مساء الإثنين: "سيتوجه السفير خليل زاد إلى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان".

وأضافت أنه "سيحض "طالبان" على وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان".

وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة "بايدن" أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابل، خصوصا في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان مزار الشريف

مسؤول في الناتو يقر بصعوبة الوضع الأمني في أفغانستان

العاصمة السابعة.. طالبان تسيطر على عاصمة ولاية فراح غربي أفغانستان

العاصمة الثامنة.. طالبان تسيطر على عاصمة ولاية بغلان شمالي أفغانستان

طالبان تستولي على مزار شريف دون قتال والقوات الحكومية تفر لأوزبكستان