أصدر مكتب المدعي العام العسكري الليبي التابع لوزارة الدفاع، أمرا بإلقاء القبض على "سيف الإسلام"، نجل الزعيم الليبي السابق "معمر القذافي"، لـ"تورطه في جرائم قتل واستعانته بمرتزقة".
وجاء في المذكرة، التي نشرتها وسائل إعلام ليبية، الأربعاء، أنه بالإشارة إلى ملف القضية المتعلقة بجرائم القتل المرتكبة من قبل المرتزقة من الجنسية الروسية من شركة "فاجنر"، أثناء هجوم ما تعرف بعملية الكرامة، في إشارة إلى قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، على العاصمة طرابلس (أبريل/نيسان 2019)، فإن المدعي العام العسكري يأمر بضبط "سيف الإسلام القذافي" (49 عاما)، وإحالته مقبوضا عليه إلى مكتبه.
ووجه المدعي العام هذا الأمر في بلاغ إلى جهات أمنية وعسكرية، بينها إدارة الشرطة العسكرية، وإدارة الاستخبارات العسكرية، والاستخبارات العامة، وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وجهاز دعم الاستقرار، وجهاز الأمن الداخلي، ووزارة الداخلية.
وأجاز الاستعانة في سبيل تنفيذ هذا الأمر بالجهات العسكرية والأمنية الواقعة في نطاق اختصاص مكان وجود المعني.
ويعود القرار، إلى 5 أغسطس/آب الجاري، إلا أنه لم يتم نشره إلا الأربعاء.
وكيل النيابة بمكتب المدعي العام العسكري محمد غرودة يأمر بالبحث والتحري والقبض على سيف الإسلام القذافي في قضية جرائم القتل التي ارتكبها مرتزقة فاغنر الروسية خلال هجوم مليشيات حفتر على العاصمة طرابلس#لن_نعود_للقيود#تبديد_وهم_المتمرد #انتصرت_طرابلس#سرت_تعود#ليبيا pic.twitter.com/wXVutGUseH
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) August 11, 2021
وسبق أن ظهر "سيف الإسلام"، في مقابلة نادرة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت في 30 يوليو/تموز الماضي، وذلك بعد تواريه عن الأنظار، منذ إطلاق سراحه عام 2017.
ولمح في المقابلة المطولة إلى احتمال ترشحه للرئاسة، وقال إنه يريد "إحياء الوحدة المفقودة" في ليبيا.
وقال "سيف الإسلام"، إنه أصبح الآن "رجلا حرًّا"، ويخطط للعودة إلى السياسة، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وأجريت هذه المقابلة، كما تقول "نيويورك تايمز"، في مايو/أيار الماضي، في "فيلا فخمة من طابقين" داخل مجمع مغلق في الزنتان.
ويُعتقد أن أي ترشيح محتمل لـ"سيف الإسلام"، سيواجه مشكلة كبيرة بعد إدانته من قبل محكمة ليبية وصدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، لكن الصحيفة كتبت أنه "مقتنع بأن هذه المسائل القانونية يمكن التفاوض بشأنها إذا اختارته أغلبية الشعب الليبي زعيما".
و"سيف الإسلام"، هو أحد أبناء العقيد "معمر القذافي"، الذي حكم ليبيا بين عامي 1969 و2011، وأطاحت به ثورة شعبية، وهو مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي 17 مايو/أيار الماضي، قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية "آنذاك فاتو بنسودة": "إما أن يقوم سيف الإسلام القذافي بتسليم نفسه أو تقوم السلطات الليبية بتسليمه إلى المحكمة".
وفي نهاية يوليو/تموز 2015، قضت محكمة استئناف طرابلس، غيابيا بالإعدام رمياً بالرصاص، على "سيف الإسلام" و8 من المقربين من نظام "القذافي"، بعدما أدين بجرائم حرب من بينها قتل محتجين خلال الانتفاضة ضد حكم والده.
إلا أن جماعة مسلحة، تطلق على نفسها "كتيبة أبي بكر الصديق" أطلقت سراحه، في يونيو/حزيران 2017، حيث كان محتجزا في مدينة الزنتان (غربي ليبيا)، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011.