ألقى الأمن التركي القبض على 76 شخصا بتهمة القيام بأعمال شغب، ومهاجمة لاجئين سوريين، وتحطيم محالاتهم وسياراتهم، على خلفية مقتل شاب تركي على يد لاجئ سوري.
وتصاعدت الأحداث، عقب شجار بين شبان أتراك وسوريين في حي "ألتين داغ" بالعاصمة أنقرة، تطور إلى قيام سوري بطعن شابين تركيين، فارق أحدهما الحياة لاحقا.
ومساء الأربعاء الماضي، تجمع عشرات الشباب من سكان الحي الأتراك وهاجموا منازل ومحلات السوريين، الذين يقطنون بالحي.
وأظهرت مقاطع فيديو أتراكا يهتفون ضد اللاجئين السوريين مطالبين بطردهم من البلاد، ويمطرون بالحجارة منازل يقطنها سوريون.
في أنقرة، أقدم لاجيء سوري على #طعن شابين تركيين، أصيبا بجراح خطيرة توفي أحدهم اليوم
— الفراتي العتيق (@alfuratyalatiqe) August 12, 2021
حي "ألتين داغ" الذي وقعت فيه الحادثة يقطنه سوريون كثر يشهد احتقانا كبيرا منذ الأمس، رغم انتشار مئات رجال الأمن يحاول أتراك غاضبون مهاجمة محلات وممتلكات السوريين هناك pic.twitter.com/SQwmPuoRoU
وجراء تصاعد أعمال الشغب، بدأ عدد من العائلات السورية التي تقطن المنطقة مغادرة الحي المتوتر، تحت حراسة الأمن التركي، وفق وسائل إعلام تركية.
وحذرت الشرطة التركية، في بيان، من الزج بالبلاد في هذه المؤامرة، والتحريض على اللاجئين وتحشيد المواطنين الأتراك.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، "عمر جيليلك"، إن "هدف الأحداث التي جرت في أنقرة الإضرار بتركيا والشعب التركي، الجريمة فردية والمجرمون سيحاسبون أمام العدالة وينالون العقوبة التي يستحقونها".
وكتبت مساعدة رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، "ليلى شاهين أوسطا"، عبر "تويتر": "لا يمكن معاقبة الناس على جريمة ارتكبها شخص، المجرم سينال عقابه كائنا من يكن، يجب عدم منح فرصة لمن يعملون على تخريب وحدتنا".
ووصف زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، "كمال كليتشدار أوغلو"، الأحداث الأخيرة، بأنها "مؤامرة مدبرة"، داعيا إلى التحلي بالهوء.
وعلق زعيم حزب المستقبل التركي "أحمد داود أوغلو"، بالقول:"فطرت قلوبنا بمقل الشاب التركي أميرهان يالتشن في أنقرة، يجب أن ينال القاتل أقسى عقوبة، ولكن لا يمكن على الإطلاق قبول العقاب الجماعي على خلفية هوية القاتل العرقية دون التفريق بين طفل وامرأة، أدعو مواطنينا إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة".
ويقطن قرابة 10 آلاف سوري حي ألتين داغ الذي وقعت فيه أحداث الشغب، وفق تقديرات غير رسمية.
وتستضيف تركيا وحدها نحو 4 ملايين لاجئ سوري، منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.