قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، السبت، إن واشنطن بطيئة في عملية إنقاذ آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة، رغم استغاثتهم المتزامنة مع التقدم السريع لقوات ""طالبان"".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن "جهود الولايات المتحدة في إنقاذ حلفائها بأفغانستان تتعرض لخطر كبير".

ولفتت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن ذلك يأتي، في ظل تباطؤ وتيرة جهود الإنقاذ من جهة، والتقدم الكاسح الذي تحققه حركة "طالبان"، التي نجحت في السيطرة على عدة أقاليم في غضون أسبوع واحد فقط.

وأضافت أن "الانهيار السريع لقوات الأمن الأفغانية، والجهود البطيئة من جانب الولايات المتحدة لإنقاذ الرجال والنساء الذين ساعدوا واشنطن، ينذران بوقوع أزمة إنسانية كبيرة".

وتتزامن هذه الأزمة، مع بحث عشرات الآلاف من المواطنين الأفغان عن ملاذ آمن، خشية انتقام "طالبان"، وضيق الوقت الكافي لنقلهم إلى مناطق أخرى.

ولفتت الصحيفة، إلى أن "التزاحم من أجل إنقاذ الحلفاء الأفغان للولايات المتحدة، يأتي بعد الضغط الذي تعرضت له إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من جانب نواب أمريكيين على مدى شهور للتحرك بشكل أسرع في هذا الملف".

وكانت تقديرات لمسؤولي الاستخبارات الأمريكية، توقعت سقوط العاصمة الأفغانية كابل، في أيدي مقاتلي "طالبان"، في غضون 3 أشهر.

وأشارت إلى أن أكثر من 12 مدينة رئيسية، سقطت في أيدي مقاتلي "طالبان"، خلال الأسبوع الماضي، مع اقتراب نهاية المهمة العسكرية الأمريكية في أفغانستان، والتي سيصبح عمرها 20 عاما، بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس"، قوله، إن الإدارة الأمريكية نقلت ما يقرب من 1200 أفغاني إلى الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "إدارة بايدن التزمت بنقل 4 آلاف آخرين وأسرهم مؤقتا إلى دول أخرى، ريثما يتم الانتهاء من أوراق الهجرة الخاصة بهم وتقييمها، في حين لا يزال هناك عدة آلاف آخرين ينتظرون إتمام عملية الهجرة، ولا يزالون في بدايتها، و يواجهون مصيرا قاسيا".

ونقلت الصحيفة عن "إسماعيل خان"، المترجم الأفغاني الذي عمل مع القوات الأمريكية، قوله: "أنا حزين ومحبط للغاية، لا أفهم لماذا ينتظرون؟".

وتابع "خان" الذي يعمل حاليا ناشطا مع مترجمين آخرين في منظمة غير ربحية، بالقول "هل ينتظرون أن يموت الجميع؟، ثم يأتون لنقلهم؟".

ولفتت الصحيفة، إلى إرسال مجموعة مكونة من 40 نائبا أمريكيا رسالة إلى الرئيس "بايدن"، الجمعة.

ودعا هؤلاء النواب، إلى "عدم الاكتفاء بترحيل المتقدمين للحصول على تأشيرة الهجرة فقط، ولكن يجب أن يضم إليهم الصحفيين وموظفي الخدمة المدنية والناشطين، وآخرين، يمكن أن يرتقوا إلى مرتبة اللاجئين".

ونقلت الصحيفة، عن نواب "الكونجرس" في الخطاب الموجه إلى "بايدن" قولهم: "مع احتمال السقوط الوشيك لكابل، فإننا نواجه موقفا مثل انسحاب (دونكيرك)"، في إشارة إلى عملية الإنقاذ الهائلة التي تمت لقوات التحالف في مدينة "دونكيرك" الفرنسية، قبل القضاء عليهم من جانب القوات الألمانية، خلال الحرب العالمية الثانية عام 1940.

وكشفت "واشنطن بوست" أن المسؤولين الأمريكيين ناقشوا المأزق مع نظرائهم في قطر والكويت، لكن وزارة الخارجية لم تحدد الدور الذي يمكن أن تلعبه هاتان الدولتان.

وقال المتحدث باسم البنتاجون "جون كيربي"، إن حوالي ألف جندي أمريكي سينتشرون في قطر للمساعدة في علاج الأفغان الذين تم إجلاؤهم، رغم أنه أشار في نفس الوقت إلى أنهم قد لا يبقون في قطر.

وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن واشنطن تنقل بعض الأفغان الذين تعاونوا معها إلى قواعدها في قطر والكويت تمهيدا لنقلهم إلى الولايات المتحدة.

وبات التقدم العسكري لـ"طالبان" أمرا واقعا، فالحركة أصبحت على مشارف كابل، العاصمة التي ستمنح، في حال سقوطها، مفاتيح الحكم للحركة وتدخل البلاد برمتها مرحلة جديدة بعد عقدين من الوجود العسكري الغربي.

والسبت أيضا أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وصول طلائع قواتها التي تتولى مهمة إجلاء موظفي السفارة الأمريكية في كابل.

وبحلول مساء الأحد؛ سيكتمل وصول كتيبتين من مشاة البحرية "المارينز" وثالثة من سلاح المشاة، قوامها نحو 3 آلاف عسكري لتنفيذ مهمة الإجلاء بحسب مسؤول أمريكي تحدث لـ"رويترز".

وتشعر الولايات المتحدة بقلق حيال التقدم السريع لعناصر "طالبان" الذين سيطروا على أكبر المدن في البلاد وباتوا قريبين من كابل.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، أن كابل لا تواجه على ما يبدو "خطرا وشيكا" رغم التقدم السريع لـ"طالبان".