دخول إماراتي على الخط الأفغاني؟

الجمعة 20 أغسطس 2021 06:46 م

دخول إماراتي على الخط الأفغاني؟

قال أشرف غني، الرئيس الأفغاني الفار، من مقر إقامته الجديد في الإمارات إنه سيعود إلى بلاده لـ«مواصلة النضال من أجل الناس»!

كلفت هذه التدخلات العسكرية أفغانستان خسائر هائلة بالأرواح والممتلكات لأهل البلاد والمحتلين الذين خرجوا الواحد بعد الآخر يجرون أذيال الخيبة.

خلال 180 عاما أثبتت محاولات الوثوب للسلطة والتحكم بتلك البلاد الصعبة بدعم قوة خارجية محتلة فشلها بأفغانستان مع البريطانيين والروس والأمريكيين

انتهى المطاف بأشرف غني إلى أبوظبي صاحبة الباع الطويل في العداء للإسلاميين بكل مكان يمكن لنفوذها السياسي أو المالي أو العسكري الوصول إليه.

تصريح غني إعلان عن قرار إماراتي بالتدخل في أفغانستان مما يثير المخاوف من نفخ الحرب الأهلية مجددا باستغلال غني كواجهة للعمل ضد حكومة الأفغان المقبلة.

ستفهم طالبان استخدام ورقة الرئيس السابق عداء لجرها لردود فعل ضد النظام السابق وسيكون جهدا معاكسا لجهود عالمية لتوفير الاستقرار وهو أمر انتظره الأفغان طويلا.

*     *     *

في تصريح لافت للنظر، قال أشرف غني، الرئيس الأفغاني الفار، من مقر إقامته الجديد في الإمارات، إنه سيعود إلى بلاده لـ«مواصلة النضال من أجل الناس».

بعد إعلان وسائل إعلام عن وصول الرئيس الأفغاني إلى عُمان صدر في السلطنة تصريح لمفتيها يهنئ فيه طالبان بالنصر بعد سيطرتها على أفغانستان، لكن المطاف انتهى، كما يظهر، بأشرف غني، بالوصول إلى أبوظبي، صاحبة الباع الطويل في العداء للإسلاميين في كل مكان يمكن لنفوذها السياسي، أو المالي، أو العسكري، الوصول إليه.

إطلاق غني تصريحه عن عودته لبلاده يحمل مفارقة كبيرة، وخصوصا بعد اتهام وسائل إعلام له بأنه هرب مع أربع سيارات محملة بالنقود، فقد كان الأولى بمن يريد الدفاع عن الأفغانيين أن يبقى معهم، وهو ما فعله حامد كرزاي، الرئيس الأول لأفغانستان بعد الاحتلال الأمريكي.

والأغلب أن تصريح غني هو إعلان عن قرار إماراتي بالتدخل في أفغانستان، وهو ما يثير المخاوف من العمل على نفخ الحرب الأهلية مجددا، باستغلال غني كواجهة للعمل ضد الحكومة الأفغانية المقبلة.

خلال 180 عاما أثبتت محاولات الوثوب إلى السلطة والتحكم بتلك البلاد الصعبة بدعم قوة خارجية محتلة فشلها في أفغانستان مرة مع البريطانيين، وأخرى مع الروس، وثالثة مع الأمريكيين وقد كلفت هذه التدخلات العسكرية أفغانستان خسائر هائلة بالأرواح والممتلكات، لأهل البلاد وللمحتلين الذين خرجوا الواحد بعد الآخر يجرون أذيال الخيبة.

معلوم طبعا أن دولا كثيرة في أركان الأرض تشعر بالقلق من ظهور «إمارة إسلامية» في أفغانستان، وأن القوى العظمى، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين، وكذلك الدول الإقليمية القريبة والحدودية، كباكستان وإيران وطاجكستان وأوزبكستان، ودول إسلامية وغربية، تحاول تلمس «خريطة طريق» تقابل الوعود السياسية المطمئنة من قبل الحركة (التي يفترض أن الظروف السياسية قد أنضجت قياداتها خلال الفترة التي تبعت الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عام 2001) بوعود مقابلة منها الاعتراف بحكومتها المقبلة سلطة شرعية، وما يؤدي إليه ذلك من إفراج عن الأموال التي بدأت الدول الغربية بحجزها، أو بوقف العقوبات التي هددت بفرضها.

تعاني أفغانستان من قضايا اقتصادية واجتماعية معقدة ومتراكمة تاريخيا، مما يجعلها تسير، نظريا وعمليا، في حقل ألغام كبير، وهو ما يضع على حركة طالبان مسؤولية كبرى.

فالتنظيم الذي نجح في الصمود بعد عشرين عاما من الصراع مع أكبر قوة عسكرية في العالم، جمعت تحالفا دوليا كبيرا حولها، صار أمام مرحلة مختلفة تماما تحتاج أدوات أخرى غير حرب العصابات، والاختباء في الجبال والكهوف.

تحتاج أفغانستان أيضا، ولمصلحة الإقليم والعالم، وبشكل خاص للدول الغربية التي شاركت في إيصال تلك البلاد إلى ما هي عليه الآن، أن تساعد أيضا في إعادة الحركة وطمأنتها إلى أن وعودها الإيجابية نحو الشعب الأفغاني ومكوناته السياسية والإثنية، ونحو حفظ حقوق النساء والأقليات، ستقابل بشكل إيجابي أيضا.

ضمن هذا السياق، فإن استخدام ورقة الرئيس السابق، سيُفهم من قبل طالبان كحركة عداء لجرها لردود فعل ضد مسؤولي النظام السابق عامة، وسيكون جهدا سلبيا معاكسا لجهود عالمية لتوفير استقرار، أو فترة على الأقل من غير حروب، وهو أمر طال انتظاره من قبل الشعب الأفغاني.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإمارات، أفغانستان، أشرف غني، طالبان، أبوظبي، الاحتلال الأمريكي،