ذكرت مجلة "نيوزويك" أن المبالغ التي أنفقتها الولايات المتحدة على أفغانستان طوال 20 سنة تكشف عن "فساد خرافي" تمثل بهدر أسطوري للأموال التي تنفعت بها مافيات "مقاولي التسليح والإنشاءات".

وفي تقرير للمجلة الأمريكية تحت عنوان "ليست طالبان التي فازت في أفغانستان بل مقاولو الدفاع"، عرض مستشار النظم الديمقراطية الباحث الأكاديمي "صاقب قرشي" الأرقام المليارية التي جرى إنفاقها في أفغانستان طوال العقدين الماضيين، وكيف  انتهت إلى ما يصفه بأنه "كوميديا ​​سوداء من الأخطاء المأساوية" يتوسطها جيش من المقاولين الفاسدين.

ونقل "قرشي" من تقرير للمفتش العام لبرنامج إعادة إعمار أفغانستان (SIGAR) أنه في عام 2018، تم إهدار حوالي 15 مليار دولار من الأموال الحكومية أو استخدامها بطريقة احتيالية أو إساءة استخدامها، كما تم إنفاق 8 مليارات دولار منذ عام 2008 على المباني والمركبات الخاصة بالجيش.

والمثير للدهشة، كما يقول "قرشي"، أنه تم اكتشاف أن القابل للاستخدام بحالة جيدة من هذه المباني والمركبات هو أقل من 10%

ونقل التقرير إن إجمالي ما تم إنفاقه لبناء قدرات الجيش الأفغاني بلغ حوالي 83 مليار دولار، فيما يصل إجمالي ما أنفقته أمريكا على مدار حرب أفغانستان بأكملها  حوالي تريليوني دولار.

ويقدر "قرشي" عدد  مقاولي ووسطاء عقود التزويد والتدريب للجيش الافغاني، بأنهم كانوا في الربيع الماضي حوالي 7 آلاف شخص، وتساءل: "لماذا فعلت أمريكا كل ذلك وهي لا بد تعرف أنها تبني جيشا لا يمكنه الحفاظ على نفسه ما دامت هي تخطط وتتفاوض على تسليم السلطة إلى طالبان؟".

ولفت إلى أن طبقة مقاولي التزويد العسكري، الذين كسبوا مئات مليارات الدولارات خلال سنوات الحرب العشرين الماضية، يأملون في جني أرباح كبيرة من استمرار العلاقات غير الحكومية بعد مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان رسميا.

وأشار "قرشي" إلى أن بعض الطيارين الحربيين بالجيش الأفغاني هربوا بطائراتهم خارج البلاد، والبعض الآخر سيجد فرصة باذخة عندما يبيع الأسلحة والتقنيات الأمريكية المتروكة في أفغانستان للجيوش الحكومية، أو  للصينيين والروس، كما حصل عندما اشترى الصينيون من باكستانيين طائرة أمريكية تحطمت خلال غارة أبوت آباد، التي اغتالت "أسامة بن لادن" عام 2011.