و.س. جورنال: هكذا أدارت حكومة الرئيس الأفغاني الهارب المعركة مع طالبان

السبت 21 أغسطس 2021 04:54 م

كيف أدارت حكومة الرئيس الأفغاني الهارب "أشرف غني" معركتها مع "طالبان" قبل انهيار قواتها وسقوط كامل البلاد تقريبا في يد الحركة؟

قدمت صحيفة "وول ستريت جورنال" إجابة السؤال في تقرير نشرته السبت، مشيرة إلى أن "غني"، الخبير السابق بالبنك الدولي ومؤلف كتاب "إصلاح الدول الفاشلة"، جمع المسؤولين بإدارته في 7 أغسطس/آب، بمؤتمر حول تحسين العلاقات بين مكتب المدعي العام والمسؤولين المحليين، ثم أمضى معظم ما تبقى من هذا اليوم في القصر الرئاسي، وهو يقرأ كتابا، تزامنا مع انهيار متوالي للدولة الأفغانية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن عدد المناطق المحلية الخاضعة لسيطرة كابل كان يتضاءل كل ساعة تقريبا، وفي الليلة التالية سقطت مدينة قندوز، أكبر مدينة في الشمال الشرقي.

وفي غضون 24 ساعة، توالى سقوط عواصم الأقاليم الأخرى، دون حتى إطلاق رصاصة واحدة في العديد منها، واستولى مقاتلو "طالبان" على قواعد مليئة بالأسلحة الأمريكية.

وبمجرد أن رأت القوات الحكومية أن قوات الولايات المتحدة تغادر أخيرا، انهارت مقاومتها، وفي أسبوع واحد فقط، سقطت جميع المدن الأفغانية الرئيسية، من قندوز في الشمال إلى قندهار في الجنوب.

وفي 8 أغسطس/آب، طالبت السفارة الأمريكية مواطنيها بمغادرة أفغانستان على متن أول رحلة طيران متاحة. ومع ذلك، كانت الكثير من المقاعد في الرحلات المغادرة متاحة.

وكان الاعتقاد السائد آنذاك يتمحور حول عدم مهاجمة مسلحي "طالبان" لكابل قبل الانسحاب العسكري الأمريكي المقرر في 31 أغسطس/آب، فيما قام أمراء الحرب الأقوياء، الذين قاتلوا ضد "طالبان" قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، بتعبئة ميليشياتهم.

وفي مدينة هرات، في غرب أفغانستان، استعد أمير الحرب ذو اللحية الرمادية "إسماعيل خان" وبيده كلاشينكوف لحماية المدينة.

ودفاعا عن مدينة مزار شريف الشمالية، استعد أمير الحرب الأوزبكي "عبدالرشيد دوستم"، المتهم بقتل المئات، إن لم يكن الآلاف، من أسرى "طالبان" عام 2001، بما في ذلك تكديس المسلحين في حاويات شحن، حيث لاقوا حتفهم اختناقا، وكذلك القائد الطاجيكي "عطا محمد نور"، الحاكم السابق لإقليم بلخ.

لكن التصدعات بين الميليشيات المناوئة لـ"طالبان" ما لبثت أن ظهرت، ووجه "عطا محمد نور" الملامة على "مؤامرة كبرى منظمة وجبانة" بعد أن سقط معقله المنيع في مدينة مزار الشريف، دون قتال، قبل يوم من دخول "طالبان" إلى كابل.

وأفاد سكان ومسؤولون بأن "طالبان" تحركت في المناطق الشمالية والغربية لتعزيز الدعم المحلي والفوز بتأييد الطاجيك والأوزبك وغيرهما من الأعراق المختلفة في أفغانستان، حيث كانت الحركة، ذات الغالبية العرقية البشتونية تقليديا، أضعف في تلك المناطق.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد عكف مقاتلو "طالبان"، على مدى أشهر، على إعلان إقامتهم علاقات مع مسؤولين سياسيين وعسكريين من المستوى الأدنى، وصولا إلى شيوخ القبائل، استعدادا لاستعادة السيطرة على بلد حكموها بين عامي 1996 و2001.

وقال المتحدث باسم "طالبان" في الدوحة "سهيل شاهين" إنه تم تأمين أعداد كبيرة من المناطق عبر اتصالات تتم بأسلوب تقليدي معروف منذ القدم في أفغانستان، ما يجعل الخصوم يغيرون من مواقفهم.

وفي 10 أغسطس/آب، استقال وزير المالية "خالد بايندا" من وظيفته وتوجه إلى خارج أفغانستان، وغرد قائلا: "لقد حان الوقت للتنحي من أجل الاهتمام بالأولويات الشخصية".

وبعد انزعاجه من النزوح الجماعي المتسارع، أصدر "غني" تعليماته لمطار كابل بعدم السماح لكبار المسؤولين بمغادرة أفغانستان. وقال مسؤولون كبار إنه طلب من مكتب الجوازات التوقف عن تجديد أو إصدار جوازات السفر لمدة 20 يوما.

وبعد ظهر ذلك اليوم، تشاور وزير الخارجية الأفغاني "حنيف أتمار" مع السفير الأمريكي "روس ويلسون"، وقال بعد الاجتماع إن كابل فوجئت بسرعة تقدم "طالبان"، وتحدث بثقة عن تغير الوضع باستخدام الطائرات بدون طيار، وتغيير استراتيجية الحرب للتركيز على الدفاع عن المدن الكبرى.

واشتكى "أتمار" من "حالة من الذعر" بين بعض الدول، عندما سئل عن الاستعدادات للإجلاء ونصائح البعثات الأجنبية لمواطنيها بمغادرة البلاد.

ونسق مستشار الأمن القومي الأفغاني "حمد الله محب" (38 عاما)، وهو السفير الأفغاني السابق لدى واشنطن، الدفاع عن المدن الأفغانية عبر الاتصال بقادة ساحة المعركة متجاوزا التسلسل القيادي العسكري، وذلك رغم افتقاده للخبرة العسكرية.

وفي اتصال هاتفي مع  "محب"، أبلغ "خليل حقاني"، القيادي بـ"طالبان"، أن "غني" ونائبه "أمر الله صالح" و"محب" هم الوحيدين في أفغانستان الذين لم يتوصلوا إلى اتفاق مع الحركة، ولهذا لن تقبل منهم الحركة سوى الاستسلام.

ومع دخول كابل، سيطر مقاتلو "طالبان" على القصر الرئاسي، وفر "غني" إلى الخارج كما اختفى معظم أعضاء إدارته.

فيما انتقد وزير الدفاع في حكومة "غني" استسلام الرئيس. وكتب الجنرال "بسم الله محمدي"، على "تويتر"، إن "غني قيد أيدينا خلف ظهورنا وباع بلادنا. اللعنة على غني وعصابته".

ونقلت 3 مروحيات "غني" وعدد من مساعديه إلى خارج أفغانستان، فيما أوضح مسؤول مقرب منه أن هروبه كان بتوصية من رئيس الحرس الرئاسي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان كابل أشرف غني الولايات المتحدة

أفغانستان.. طالبان تشكل فريقين لإدارة الأمن الداخلي والأزمة المالية

تقارير: بريطانيا تسعى لإقناع بايدن بتمديد عمليات الإجلاء من أفغانستان