قال وزير الخارجية الفرنسي، "جان إيف لودريان"، إن بلاده لا تخطط للاعتراف بحركة طالبان في أفغانستان.
وفي مقابلة مع "جورنال دو ديمانش"، الأحد، تساءل الوزير: "هل سنعترف بطالبان التي استولت على البلاد بالقوة؟ على هذا السؤال أجيب بوضوح: لا"، مشددا على أن "طالبان تدرك مطالب باريس".
وأشار إلى أن أهم هذه المطالب تتمثل في تمكين الأفغان الذين تتعرض حياتهم للخطر من مغادرة البلاد، وكذلك قطع العلاقات مع "الإرهابيين".
وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أنه "وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي، هناك ثلاث مهام في المقدمة الآن: منع تحول أفغانستان إلى منصة لأعمال الإرهابيين، والسماح بمكان نزوح جماعي محتمل (للبعض) في أفغانستان، في الأشهر المقبلة، وضمان الاستقرار الإقليمي حتى لا يزعزع الوضع في أفغانستان المنطقة بأسرها".
وأشار "لودريان" إلى أنه في اجتماع لوزراء خارجية الناتو، الجمعة، طالب الولايات المتحدة بمزيد من تنسيق الجهود لإجلاء الأفغان من أفغانستان، الذين قد يكونون في خطر. وقال الوزير: "يجب تعزيز التفاعل مع الحلفاء".
ووصف إجلاء الأفغان المتعاونين مع الحلفاء بأنه واجب أخلاقي، وقد تمكنت فرنسا منذ 16 أغسطس/آب من إجلاء أكثر من 500 أفغاني، كانت حياة معظمهم في خطر.
وأضاف أن فرنسا تؤيد التعاون مع روسيا وإيران والصين لحل الوضع في أفغانستان.
وقال الوزير إن "قضية التسوية تتطلب تجاوز صيغ مجموعة السبع والناتو، حتى تتمكن روسيا وإيران والصين من المشاركة في المبادرات".
وأضاف "لودريان": "كان هذا أحد أسباب المحادثة التي جرت يوم الخميس بين الرئيسين الفرنسي والروسي إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين".
وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية الفرنسي أنّه يتعيّن على حركة "طالبان"، التي سيطرت على أفغانستان، التقيّد بخمسة شروط مسبقة، لكي يحظى نظامها باعتراف المجتمع الدولي، مشدداً على أن ما تدلي به الحركة الإسلامية المتشددة من تصريحات معتدلة "لا قيمة له"، إن لم تقرن قولها بالفعل.
ومن بين تلك الشروط؛ السماح بتشكيل حكومة انتقالية، وكلك السماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وبعد اجتياح سريع للمقاطعات الإدارية الصغيرة والمراكز الإقليمية، دخلت حركة "طالبان"، في 15 أغسطس/آب الجاري، العاصمة الأفغانية كابل، وسيطرت على السلطة ومقاليد الحكم، للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما.
