استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جرائم حوثية صامتة

الثلاثاء 24 أغسطس 2021 08:28 م

جرائم حوثية صامتة

تصدير الأفكار الطائفية هو السلاح الأشد خطورة على عقول جيل كامل من النشء وطلاب المدارس.

أدرجت سلطات الحوثيين 421 تعديلاً في المنهج الدراسي بحسب ما أحصته نقابة المعلمين اليمنيين من 2016 وحتى 2020.

يتعمد الحوثيون تزوير الحقائق من خلال تحريف المواد التاريخية ونشر أفكار طائفية مستوردة من طهران في منهج التربية الإسلامية.

يخوض الحوثيون معركة تُستخدم فيها أسلحة طائفية وعنصرية محرّمة وطنياً واجتماعياً وإنسانياً ويسقط خلالها الأطفال فقط بأعداد هائلة.

*     *     *

لا تقف الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تصدّرها إيران لحلفائها الحوثيين، كأداة جريمة منفردة تفتك باليمنيين منذ الانقلاب قبل 7 سنوات. تصدير الأفكار الطائفية هو السلاح الأشد خطورة على عقول جيل كامل من النشء وطلاب المدارس.

في مقابل المعركة العسكرية التي يخوضها الحوثيون في مأرب والبيضاء والجوف، تدور حرب حقيقية، وغير مرئية، في نحو 11 مدينة يمنية. معركة تُستخدم فيها أسلحة طائفية وعنصرية محرّمة، وطنياً واجتماعياً وإنسانياً، ويسقط خلالها الأطفال فقط، وبأعداد هائلة.

أكثر من 4 ملايين طالب في صنعاء وباقي المدن الخاضعة لمليشيا الحوثيين، في مواجهة منهج دراسي مفخخ بتعديلات سياسية وطائفية، أدرجتها وزارة التربية التابعة لحكومة الحوثيين، سيكونون مجبرين على تلقي محتويات مسمومة في هذا العام الدراسي، الذي انطلق منتصف أغسطس/آب الحالي.

أدرجت سلطات الحوثيين 421 تعديلاً في المنهج الدراسي، بحسب ما أحصته نقابة المعلمين اليمنيين من 2016 وحتى 2020. ومع نزول منهج العام الدراسي الجديد، يبدو أن الرقم سيقفز إلى 600، في ظل تفرغ الحوثيين الكبير للمعركة الفكرية، التي لا تُكشف فيها الانتهاكات بشكل دقيق، سوى ما يقوم به أولياء الأمور من تسريبات محدودة لصور أغلفة الكتب الدراسية، والمواد التي بداخلها.

يتعمد الحوثيون تزوير الحقائق من خلال تحريف المواد التاريخية، ونشر الأفكار الطائفية المستوردة من طهران في منهج التربية الإسلامية. هذا العام، ظهر القيادي العسكري الذي قُتل في الشريط الحدودي منتصف 2016، حسن الملصي، على واجهة غلاف مادة التربية الوطنية لطلاب الصف الثامن.

تسعى السلطات الحوثية إلى إقناع طلاب المدارس بالحقائق البديلة، وتسويق مقاتليها على أنهم أبطال ثورة، كما تُدرج قادتها السياسيين، من صالح الصماد ومهدي المشاط، في قائمة رؤساء اليمن.

لا يتوقف الأمر عند ذلك، الخطر الحقيقي يكمن في التعديلات القائمة على أساس مذهبي وطائفي. في هذه المعركة تسعى جماعة الحوثيين إلى توسيع حركة التشيّع في اليمن، من خلال فرض مناسبات مستوردة من طهران على طلاب المدارس، مثل الصرخة الخمينية وأعياد الغدير وعاشوراء، وغيرها من الأعياد الدينية الطارئة على المجتمع اليمني.

لا يمكن فهم ما تقوم به السلطات الحوثية بأنه إجراء طبيعي يندرج ضمن حرية المعتقد، وخصوصاً أن المستهدفين أطفال، يجري تسميم عقولهم بالأفكار الطائفية وتحويلهم إلى أدوات قتل، خدمة للمشروع الإيراني.

ما يقترفه الحوثيون بحق الأجيال هو أم الجرائم التي لا ينبغي السكوت حيالها. الدعوة اليتيمة من وكالة "اليونيسيف"، بعدم إخضاع المنهج الدراسي لأي تعديلات سياسية أو طائفية، غير كافية. يجب أن يكون هناك موقف حازم من المجتمع الدولي والمبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ.

كيف يمكن تصديق مزاعم الحوثيين بالمضي نحو عملية سلام شاملة في ظل هذه الإشارات السيئة، والهادفة إلى تكريس استراتيجية طويلة الأمد، لفرض نفوذها الثقافي والسياسي والعسكري عبر بوابة التعليم، وهي تشن حرباً صامتة وتقصف عقول النشء؟

تحييد التعليم ضرورة ملحة. وحتى وإن نجحت الاستراتيجية الحوثية في غسل أدمغة طلاب المدارس، فإن الحقائق البديلة لا تدوم طويلاً. على أولياء الأمور تحصين أطفالهم من هذه الأفكار الضالة، وخصوصاً أنهم الشهود الوحيدون على الجرائم الحاصلة في مناطق الحوثيين.

* زكريا الكمالي كاتب صحفي يمني

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن، جرائم، الحوثي، أطفال اليمن، المنهج الدراسي، إيران، الطائفية، تحريف، التاريخ، إيران، التربية الإسلامية،