ف.تايمز: عاملان رئيسيان دفعا الأعداء في الشرق الأوسط لسلام بارد هش

الخميس 26 أغسطس 2021 07:26 م

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن ثمة عاملين رئيسين دفعا من الأطراف المتنافسة أو الأعداء في الشرق الأوسط على وقف تصعيدهم المتزايد والقبول بدلا من ذلك بسلام بارد لكنه هش.

وذكرت الصحيفة أن العاملين هما انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتداعياته الاقتصادية المدمرة، وانتخاب "جو بايدن" في الولايات المتحدة.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى تزامن اجتماع العاملين دفع مجموعة من قادة الشرق الأوسط الذين كانوا أعداء؛ لتعديل سياستهم على نحو لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه قبل نحو 18 شهرا في منطقة تعاني من التنافسات والانقسامات الطائفية، وذلك للتقرب من الساكن الجديد للبيت الأبيض.

وفى غضون ذلك، عقدت اجتماعات سرية بهدف خفض النزاعات وتقريب وجهات النظر بين أطراف بينها عداوات معلنة مثل السعودية وإيران.

 وانتهت خصومات معلنة استمرت لسنوات بين قطر من جانب والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعد توقيع بيان العلا في السعودية، وأصبح قادة تلك الدول يتبادلون دعوات الزيارات والتهنئة بالمناسبات الرسمية.

كما أدى حل الأزمة الخليجية لذوبان الجليد بين مصر من جهة، وقطر وتركيا من جهة أخرى، ومؤخرا بين الإمارات وتركيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي بارز قوله: سئم الجميع من تعقد الأمور، وعليك ألّا تقلل من الأثر الاقتصادي الذي تركه فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

وأضاف: "لم نكن قادرين على التقدم.. نحن بحاجة للوظائف ونريد اقتصادا قويا ولا نستطيع عمل هذا إن لم نكن نتحدث لبعضنا البعض".

بدوره، قال مسؤول تركي إن انتخاب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" كان عاملا حاسما لا أحد ينكره، مشيرا إلى أن الجميع في المنطقة "يحاولون التكيف" مع الظروف الجديدة.

وأضاف أن الاقتصاد عامل "فلو كان كل شيء قويا، فستكون لدى الأنظمة القدرة على التحرك بشجاعة، وبسبب الوباء، فالاقتصاديات ليست على حال جيد والجميع بحاجة لبعضهم البعض".

سلام بارد وهش

وفى مقابل ذلك، حذر دبلوماسيون ومحللون من أن التطورات هي تعبير عن سلام بارد وتحول براجماتي عن الفترة المضطربة لرئاسة "دونالد ترامب"، حيث فاقمت عدوانيته ضد إيران التوترات.

وأضافوا أن هذا السلام البارد قد يتعطل بسهولة في أي لحظة ويقود عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل خفض التصعيد.

فعلي سبيل المثال، وفقا للصحيفة، يؤكد اتهام إيران هذا الشهر بالوقوف وراء الهجوم على ناقلة مرتبطة بإسرائيل، والمناوشات الحدودية بين حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، وإسرائيل، أن التوتر قد يزداد في أية لحظة.

ويضاف إلى ذلك، بحسب "فاينانشيال تايمز" الارتدادات المحتملة التي ستتلقاها المنطقة من انتصار حركة طالبان وسيطرتها في مقاليد السلطة في أفغانستان.

ونقلت الصحيفة عن "إيميل هوكاييم" من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية قوله: "خفض التوتر هذا هو هشّ؛ لأنه نتاج ظروف إقليمية مؤقتة، ولا يعبر عن تغير واسع في العقلية".

وأضاف "هوكاييم": سيكون الامتحان الأول لهذا الزخم، هو الجهود العراقية التي يدعمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع قادة المنطقة بحضور مؤتمر "الجيران" في بغداد نهاية هذا الأسبوع.

وعقب: "لو حضر المسؤولون السعوديون والإيرانيون، فستكون المرة الأولى التي يظهرون علنا في مناسبة إقليمية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 2016".

وترى الصحيفة أن توقف الحرب الأهلية في ليبيا التي دعمت فيها روسيا والإمارات طرفا، وتركيا وقطر طرفا آخر، ساعدت على تبريد العداء.

لكن على الرغم من ذلك لا يزال هناك عدد من النقاط الساخنة من اليمن إلى سوريا، إضافة للهجمات التي تقوم بها الميليشيات الشيعية ضد القوات الأمريكية في العراق.

غير أن المحللين المتخصصين بشؤون الشرق الأوسط يرون أن أي تخفيض للتوتر يعتبر تقدما.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي آخر قوله إن خفض التوتر موجود، لكن هناك أمورا تجري تحت السطح.. لكن يظل الخفض التصعيد تطورا إيجابيا، ولن تتحسن أكثر من هذا.

 وقال المسؤول التركي إن هناك الكثير من المشاكل مستمرة منذ وقت طويل في الشرق الأوسط، وهناك محدودية لما يمكن إنجازه.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط نزاعات الشرق الأوسط خفض التصعيد