استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التدين والفساد.. أين الخلل؟

الاثنين 30 أغسطس 2021 10:00 ص

التدين والفساد.. أين الخلل؟

كلما ازدادت قابلية المجتمع للفساد قل شعوره بكينونته لأن الشعور بالكينونة قيمة بحد ذاتها والفاسد لا يشعر بكينونته كإنسان شعوراً صادقا.

تصبح قابلية المجتمع للفساد نمطا سلوكيا مقبولا وشائعا من خلال التقليد إذ يقلد الموظف مديره الفاسد ويقلد المدير وزيره الفاسد وهلم جرا.

يعفى المسؤول لفساده من الباب ليعود من الشباك فعدم جدية وشمولية العقاب جعل ممارسة الفساد فرصة العمر دون تكلفة باهظة فالمجتمع يتجاوز وينسى.

قابلية المجتمع للفساد تقوى وتشتد عندما يغيب مثال النزاهة والأمانة وفي غيابه يحدث التماثل وهو حالة للاختباء والاندراج مع القائم، خوفاً من العزلة والتهميش.

هشاشة المجتمع أمام الفساد امتدت لاعتبار أن هناك هشاشة للتدين أمام الفساد «قبل ما تموت حج حجتين وابن مسجداً» والله غفور رحيم بهذه السهولة والسطحية.

*     *     *

الفساد فعل إنساني منافٍ للخلق والدين يستقر في بيئة، فتصبح بيئة فاسدة وقابلة بالتالي للفساد، ليس هناك فساد دون مفسدين أو فاسدين، بالتالي هو انتهاك إنساني شرير أو لا أخلاقي يضرب منظومة المجتمع الدينية والأخلاقية.

ويعيد تشكيل المجتمع على نحو خطير بحيث يصبح هو المنظومة الأخلاقية الوحيدة للتوافق مع المجتمع، والوسيلة الوحيدة للتمكين فيه، ولي هنا بعض الملاحظات:

أولاً: من الغريب أن تجد الدول الأقل تديناً في العالم، هي الدول الأقل فساداً على مؤشرات الفساد العالمية، الدنمارك، نيوزيلندا، السويد، فلندا، بينما تجد دولنا العربية والإسلامية الأكثر تديناً «كما ندعي» في قائمة الدول الأكثر فساداً، ليس هنا فقط الاعتماد على مؤشرات الأمم المتحدة والهيئات العالمية وإنما على كذلك على الغياب الواضح لوسائل الرقابة الدستورية والشفافية الإدارية.

ثانياً: كيف يمكن تفسير كثرة المساجد أو التسابق في إقامتها وإقامة الشعائر مع كثرة حالات الفساد العلني والمستتر.

هل هناك فهم للدين أياً كان نوعه يحتمل الفساد أو شكلاً من أشكاله أو يبرر له؟ هذا السؤال مهم جداً في مجتمعاتنا لا أجد جواباً شافياً له.. لكي نستطيع فهم هذا التناقض.

ثالثاً: تتحول القابلية للفساد في مجتمعاتنا إلى نمط سلوكي مقبول وشائع من خلال أمرين مهمين:

1- التقليد، يقلد الموظف مديره الفاسد،

ويقلد المدير وزيره الفاسد وهلم جرا.

2- يعفى المسؤول لفساده من الباب ليعود من الشباك، فعدم جدية العقاب وعدم شموليته جعل من ممارسة الفساد فرصة العمر دونما تكلفة باهظة، معتمداً على تجاوز المجتمع ونسيانه مع الوقت.

رابعاً: هشاشة مجتمعاتنا العربية أمام الفساد، امتدت بنا إلى اعتبار أن هناك هشاشة أيضاً للدين أمام الفساد «قبل ما تموت حج حجتين وابن لك مسجداً» والله غفور رحيم، بهذه السهولة والسطحية.

خامساً: قابلية المجتمع للفساد تقوى وتشتد عندما يغيب المثال، عندما لا يصبح هناك مثل يضرب في المجتمع للنزاهة والأمانة، فالمثال مهم وضروري، وفي غيابه يحدث التماثل وهو حالة للاختباء والاندراج مع القائم، خوفاً من العزلة والتهميش.

سادساً: كلما ازدادت قابلية المجتمع للفساد، قل شعوره بكينونته كمجتمع، لأن الشعور بالكينونة قيمة بحد ذاتها، الفاسد لا يشعر بكينونته كإنسان شعوراً صادقاً، لذلك يتجه المجتمع إلى نهايته وزواله دون أن يشعر وفي التاريخ أمثلة كثيرة على ذلك، وقد قص القرآن قصصاً عظيمة تدل على أن الفساد إذا انتشر واستمرأه الناس ذهب بهم من حيث لا يشعرون.

* عبد العزيز الخاطر كاتب صحفي قطري

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

التدين، الفساد، الخلل، قابلية المجتمع للفساد، مثال النزاهة، التقليد، هشاشة،