استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عشرون سنة عجافاً

الاثنين 30 أغسطس 2021 12:10 م

عشرون سنة عجافاً

هل ستتحالف الولايات المتحدة مع «طالبان» لمحاربة «داعش» في أفغانستان؟

هل تخطط الولايات المتحدة لحرب جديدة تقتل فيها المزيد من الرجال الأفغان وتبقى المنطقة تسبح في مستنقع الفوضى؟

هل المطلوب أن تبقى أفغانستان أرضاً للفوضى وتهدد جيرانها ومسرحاً لعمليات استخباراتية ولوجستية في أكثر المناطق حساسية في آسيا؟

عشرون عاماً من خراب وعدم استقرار ظاهرها أن تكون الولايات المتحدة أكثر أمناً من دون «تنظيمات»، فهل هي آمنة الآن بعد عودة طالبان وتسلل «داعش»؟

*     *     *

بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 والتي تحل ذكراها قريباً، والتي استهدفت برجي التجارة العالميين في نيويورك وراح ضحيتها الآلاف، وجّهت الولايات المتحدة الأمريكية أصابع الاتهام لتنظيم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن، الذي كان يتّخذ من أفغانستان مقراً له، وكانت تربطه علاقة جيدة مع حركة «طالبان».

وبالتالي أصبح التنظيمان هدفاً لعمليات عسكرية جوية، وحققت بعدها واشنطن موطئ قدم في كابل استمر حتى اليوم؛ أي عشرين عاماً، صرفت فيها نحو تريليون دولار وفق مسؤولين أمريكيين، وذلك لإنشاء جيش مدرّب تدريباً عالياً، ومسلح تسليحاً حديثاً، فضلاً عن أموال طائلة دُفعت لمشروعات كثيرة لم تُنَفّذ، ما جعل مسؤولين أمريكيين يتحدثون عن فساد ينخر الجسد الأفغاني.

وظلت أمريكا تغض الطرف حتى استعادت «طالبان» قوتها، وكانت النتيجة الصاعقة سقوط البلاد سريعاً، حيث تراجع الجيش المدجج بالسلاح لمقاتلين يستخدمون دراجات نارية في تحركاتهم.

هنالك أسئلة مستحقة يطرحها المراقبون المندهشون ويتساءلون عما إذا كانت القيادة الأمريكية المدنية والعسكرية على علم بتحركات مقاتلي «طالبان» وخططهم للسيطرة على العاصمة كابل والولايات جميعها، وهم الذين لا تنقصهم أجهزة المراقبة الجوية والأرضية ولا يفتقرون للعملاء المنتشرين وسط الشعب الأفغاني.

كما يتساءلون عن كيفية سيطرة «طالبان» على أسلحة تشمل مروحيات عسكرية ومعدات قتالية متطورة واستراتيجية، ويطرحون أسئلة عن إمكانية وجود تساهل أمريكي لصالح حركة طالبان بسيطرتها مجدداً على أفغانستان وعلى الأسلحة المتطورة، وهل وجد ساسة البيت الأبيض أن تعاملهم مع قيادات «طالبان» سيكون أسهل وأجدى نفعاً من السياسيين الذين فشلوا في إقامة دولة مدنية.

تساؤلات قد تكون ساذجة مقابل الخطط الاستراتيجية والتكتيكات غير المعلنة في إدارة الصراع مستقبلاً مع روسيا والصين وإيران، والتي تتداخل مع وجود مقاتلين لـ«داعش» على الأراضي الأفغانية وعلى الحدود الروسية، «داعش» الذي تبنى التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي وقعت في محيط مطار كابل، فهل ستتحالف الولايات المتحدة مع «طالبان» لمحاربة «داعش» في أفغانستان؟

وماذا عن تنظيم «القاعدة» الذي ينشط أيضاً على الأراضي الأفغانية ويتحوّل إلى «داعش» متى أراد، وهل ستعيد الولايات المتحدة النظر في تحالفاتها مع الميليشيات؟

هناك أسئلة تبحث عن إجابات في واقع يتّسم بالغموض: غموض التحالفات، وغموض القوة الناشئة ودورها المحلي والإقليمي، وغموض بقاء الجيش الأمريكي في أفغانستان، الذي وإن قال بايدن إنه سيسحبه إلى دياره، فإن القرار ليس سهلاً على الإطلاق؛ لأن أمريكا لن تستسلم بهذه السهولة ولن تتخلى عن وجودها العسكري بالقرب من الحدود الروسية والصينية.

بعد عشرين عاماً تعود المسيرة ولكن بأدوات جديدة، وربما تستخدم بعض الوجوه الأفغانية التقليدية، لكن هذا لن ينجح مثلما لم ينجح في السابق، فهل المطلوب أن تبقى أفغانستان أرضاً للفوضى وتهدد جيرانها، وتكون مسرحاً لعمليات استخباراتية ولوجستية في أكثر المناطق حساسية في آسيا؟ أم إن الولايات المتحدة تخطط لحرب جديدة تقتل فيها المزيد من الرجال الأفغان وتبقى المنطقة تسبح في مستنقع الفوضى؟

عشرون عاماً من الخراب وعدم الاستقرار، ظاهرها شعار أن تكون الولايات المتحدة أكثر أمناً من دون «تنظيمات»، فهل هي آمنة الآن بعد عودة طالبان وتسلل «داعش»؟

الأيام القادمة لن تجيب عن هذه الأسئلة؛ لأن الإجابات بدأت تتضح منذ عام 2001، والآن تزداد وضوحاً، وهذا يعني أننا في زمن بداية جديدة لمحاربة الإرهاب، وما أدراك ما الإرهاب.

* د. عبد الله السويجي كاتب وأكاديمي إماراتي.

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، 11 سبتمبر، الخراب، الإرهاب، القاعدة، أسامة بن لادن، أفغانستان، طالبان، داعش، روسيا، الصين،