تبنى مجلس الأمن الدولي، الإثنين، مشروع قرار بريطاني- فرنسي يدعو حركة "طالبان" إلى الوفاء بتعهداتها بالسماح للأفغان والرعايا الأجانب بمغادرة أفغانستان "بأمان".

وتعد هذه الصيغة تراجعا واضحا عن مشروع قانون كانت باريس ولندن تعتزمان طرحه، الإثنين، أمام المجلس، يطالب بإقامة منطقة آمنة في كابل، تحت سيطرة الأمم المتحدة.

ووافق المجلس المكون من 15 عضوا على مشروع القرار بأغلبية 13 صوتا وامتناع عضوين عن التصويت؛ وهما روسيا والصين.

وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "ليندا جرينفيلد"، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أفغانستان، إن المجلس يتوقع من "طالبان" أن تفي بالتزاماتها وتوفر المرور الآمن لمن يريد المغادرة من أفغانستان.

وأضافت "جرينفيلد" أن الشعب الأفغاني يعاني من مشاكل عدة كما أن الوكالات الإنسانية تحتاج إلى الكثير من الأموال، مشيرة إلى أن بلدها تمكن من إجلاء 122 ألف شخص من أفغانستان منذ نهاية يوليو/تموز الماضي.

وأكدت المندوبة الأمريكية التزام المجتمع الدولي بضمان ألا تتحول أفغانستان إلى "ملاذ للإرهابيين"، وأنه من الضروري للمجتمع الدولي أن يبقى موحدا لتأمين المساعدات لهذا البلد.

ويدعو القرار الأطراف المعنية إلى العمل مع الشركاء الدوليين لاتخاذ خطوات لتعزيز الأمن في أفغانستان وتعزيز الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية إلى أفغانستان.

وطالب مجلس الأمن بعدم استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أي بلد أو مهاجمته أو إيواء الإرهابيين، مؤكدا أهمية دعم حقوق الإنسان، بما فيها حقوق النساء والأطفال والأقليات في أفغانستان.

وكان الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" قال، الأحد، إن فرنسا وبريطانيا ستقدمان مشروع قانون في جلسة طارئة للأمم المتحدة بشأن أفغانستان، الإثنين، يقترح إقامة منطقة آمنة في كابل للأفراد الراغبين في مغادرة البلاد.

وعلى مدار الساعات الماضية، عقد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، اجتماعا بشأن أفغانستان مع مندوبي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا، وهي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن.

ودفع نجاح "طالبان" الميداني، الدول الغربية إلى التسرع في إجلاء مواطنيها والمواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع هذه الدول خلال العقدين الأخيرين من تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان؛ ما تسبب بالفوضى في محيط مطار كابل الدولي.

فيما أعلنت "طالبان" أن على جميع القوات الأجنبية أن تغادر البلاد قبل 31 أغسطس/آب.

وخلال كتابة هذه السطور، أعلنت الولايات المتحدة مغادرة آخر طائرة أمريكية مطار كابل، بما ينهي رسميا الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والذي استمر لـ20 عاما.