كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" أجلت أمريكيين ونحو ألف من القوات الخاصة الأفغانية عبر قاعدة سرية خارج العاصمة كابل.

وأضافت أنه مع سيطرة "طالبان"، أصدر المسؤولون الأمريكيون تعليمات بهدوء للمواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، بما في ذلك الكوماندوز الأفغان، بالتوجه إلى قاعدة سرية لوكالة المخابرات المركزية خارج كابل لتأمين ممر آمن إلى الولايات المتحدة وسط مخاطر متزايدة من هجوم إرهابي على مطار العاصمة الرئيسي.

وأوضحت الصحيفة أن تلك القاعدة هي قاعدة إيجل (النسر)، التي تم إنشاؤها مع بداية العمليات العسكرية الأمريكية في كابل قبل عقدين، وتقع خارج كابل وتشتهر بسمعتها السيئة، ودمرت القوات الأمريكية أجزاء منها عن عمد قبل وصول عناصر "طالبان" إليها.

وذكرت الصحيفة أن القاعدة أو المجمع كان خلال الأسابيع التي سبقت الموعد النهائي لمهلة سحب القوات الأمريكية في 31 أغسطس/آب المنصرم، مركزا لعمليات إجلاء سرية من قبل عناصر الاستخبارات الأمريكية.

وأسفرت العملية السرية، التي جرت على مدى عدة أسابيع في أغسطس/آب، عبر القاعدة، وفق الصحيفة، عن إجلاء ناجح لمئات من المواطنين الأمريكيين والأفغان، بمن فيهم أفراد من نخبة القوات الخاصة الأفغانية وأفراد أسرهم، إذ تم إجلاء ما لا يقل عن 1000 من الكوماندوز الأفغان وأفراد أسرهم في مجمل الجهود الأمريكية.

وأكد مسؤول أمريكي إشراف وكالة المخابرات المركزية في عملية الإخلاء، مشيرًا إلى أن الوكالة "عملت عن كثب مع وكالات أخرى لتسهيل الوصول إلى المطار بطرق مختلفة للمواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر".

وتم نقل بعض الذين تم إجلاؤهم على الأقل عن طريق الجو من المجمع السري، المعروف باسم قاعدة النسر، إلى المطار من أجل تجاوز الحشود الفوضوية والتهديد الإرهابي حول البوابات.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن 3 طائرات هليكوبتر من طراز Mi-17 قامت بما لا يقل عن 35 رحلة جوية من وإلى المجمع منذ سيطرة "طالبان" على كابل في 15 أغسطس/آب.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على عمليات الإجلاء قولها إنه تم إجلاء المئات من الموقع منذ 15 أغسطس/آب، مشيرة إلى أنه اعتبارا من ذلك اليوم كانت هناك مسارات لطائرات الإجلاء، إذ سلكت هذه الطائرات خلال الأسابيع القليلة الماضية طريقها بين المجمع والمطار وأحيانًا بين مجمع السفارة الأمريكية والمطار.