حرب أبدية.. التايمز: معركة درعا تتجاوز سوريا إلى نفوذ حول الوقود

الجمعة 3 سبتمبر 2021 06:32 م

إنها حرب أبدية.. تتخطى فكرة المعارضة والنظام، وإنما تدخلات إقليمية ومصالح اقتصادية وسيطرة على الوقود، لا تقف عند سوريا وإنما إلى لبنان المجاورة.

هكذا خلص تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، الجمعة، وهو يتحدث عن التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة درعا (جنوبي سوريا)، التي تتعرض ومنذ عدة أسابيع لقصف النظام السوري في دمشق والمقاتلين من "حزب الله"، وعناصر الحرس الثوري الإيراني.

الصحيفة نقلت عن مراسلها لشؤون الشرق الأوسط "ريتشارد سبنسر"، قوله إن جبهة جديدة في "الحرب الأبدية" بسوريا قد فتحت بشكل، يمتحن استعداد الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، للتدخل في الشرق الأوسط.

ويطلق على مدينة درعا بـ"مهد الثورة"، التي انطلقت منها عام 2011، وكان من المفترض أن يسيطر النظام على المدينة القريبة من الحدود مع الأردن في صيف 2018، إلا أن التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار وضع حدا للقتال الجاري فيها منذ 7 أعوام من القتال.

لكن النظام قام في الأسابيع الماضية بفرض حصار، ردا على هجمات المقاتلين الذين وافق على بقائهم بالمدينة وبأسلحتهم ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعها قبل 3 أعوام.

وكان من المفترض خروج الإيرانيين بموجب الاتفاقية عام 2018، لكنهم احتفظوا بقواعد عسكرية لهم من درعا، حتى حدود إسرائيل في الغرب، وهو ما يشكل تهديدا واضحا على الحليفين الرئيسيين لأمريكا وهما الأردن وإسرائيل.

وربما كان هذا الداعي الأساسي لواشنطن كي تتدخل.

لكن الأوقات قد تغيرت، ولا أحد يتوقع تدخلا أمريكيا في القتال والذي توقف بشكل مؤقت بعد توسط الروس في اتفاق وقف إطلاق النار.

وتزامن القتال مع التواصل غير المتوقع مع نظام "بشار الأسد"، وهو أهم تواصل، من الناحية النظرية منذ فرض الولايات المتحدة عقوبات على النظام.

وجاء التواصل من خلال السفيرة الأمريكية في لبنان "دوروثي شيا"، والتي اقترحت حلا لمشكلة الوقود في لبنان، والذي شل الحياة اليومية.

وبموجبه يتم إلغاء بعض العقوبات كي ينقل الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان من خلال أنابيب الغاز الموجودة بين الأردن وجنوب سوريا.

وبالتأكيد يحتاج الجزء السوري من الأنابيب إلى عملية إصلاح وتحديث.

وتمر الأنابيب من درعا في طريقها إلى شمال حمص، ومن هناك إلى مدينة طرابلس في شمال لبنان.

ولم تعط السفيرة "شيا" أو أي مسؤول أمريكي توضيحا للفكرة وما يقف خلفها، ولكن التفسير الواضح هو منع المنافسة إيران من المسارعة لإنقاذ لبنان.

ووعد الإيرانيون بنقل الوقود عبر ناقلات النفط وبالتنسيق مع حليفهم اللبناني، "حزب الله".

ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي السوري السابق "بسام بربندي"، والذي انشق عن النظام، ويرصد التطورات في درعا، قوله إن "الإيرانيين يريدون السيطرة على أنبوب الغاز لمنع حلفاء الولايات المتحدة من استخدامه كأداة استراتيجية".

وأضاف: "هم يرون أن العراق وسوريا ولبنان بمثابة قوس تأثير لهم في منطقة الشرق الأوسط".

وتابع: "يمر أنبوب الغاز عبر درعا، ولهذا فسيطرة إيرانية على درعا تعني خنق الأنبوب".

وزاد: "هذا تعبير عن هيمنة القطاع العسكري والطاقة الإيرانيين".

ومنح اتفاق إطلاق النار، الأربعاء، النظام مزيدا من السيطرة على المدينة التي منح فيها المتمردون نوعا من الاستقلالية ووعد مرة أخرى بانسحاب القوات الإيرانية، وستشرف على تطبيق الشرطة العسكرية الروسية مع جماعات التمرد السابقة التي وفر الروس التدريب لعناصرها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

درعا أزمة وقود سوريا روسيا نفوذ إيراني

عشائر درعا تعلن انهيار المفاوضات مع النظام السوري

"العفو" الدولية تطالب نظام الأسد برفع الحصار عن درعا البلد

انهيار اتفاقية درعا.. والمقاومون: طالبنا بخروج جماعي إلى تركيا أو الأردن

تصعيد درعا.. معادلات معقدة ومصالح متشابكة

معركة شد حبل داخل النظام السوري.. ما موقف روسيا وإيران؟