استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ذهب السودان.. ومواجهة الفقر

السبت 4 سبتمبر 2021 01:55 م

ذهب السودان.. ومواجهة الفقر

يقدر إنتاج ذهب السودان بنحو250 طناً سنوياً وبعائدات تصل إلى 8 مليارات دولار.

يراهن السودان على مواجهة مشكلاته باستثمار ثرواته المعدنية انطلاقاً من أن الأرض تخبئ أطناناً من الذهب تكفي لجعله بلدا ثريا.

استعداد أميركي وأوروبي وروسي وصيني لتنفيذ سلسلة مشاريع استثمارية في قطاعات الزراعة والصناعة والنفط إلى جانب المعادن.

اتساع عمليات تهريب الذهب إذ يستخدم المهربون عبر الحدود طرقاً سرية في الصحراء مخزنين الذهب في بطون الإبل والبعض منه علناً عبر مطار الخرطوم، بسبب ضعف الرقابة.

*     *     *

بعد عزلة سياسية واقتصادية استمرت نحو 38 سنة، بدأ السودانيون يتنفسون الصعداء استعداداً لاستثمار تحرير بلادهم من قيود المقاطعة التي قادتها الولايات المتحدة، بدءاً من سبتمبر1983، وذلك بانفتاح السودان على العالم، مستفيداً من علاقاته العربية التي ساهمت بإعادة تدفق الاستثمارات إلى مختلف قطاعاته الاقتصادية، في ظل استعداد أميركي وأوروبي وروسي وصيني لتنفيذ سلسلة مشاريع استثمارية في الزراعة والصناعة والنفط، إلى جانب المعادن، وخصوصاً الذهب الذي يقدر إنتاجه بنحو250 طناً سنوياً، وبعائدات تصل 8 مليارات دولار.

وبدعم من المجتمع الدولي، وفي مدة زمنية لم تتجاوز 6 أشهر حقق السودان عملية تعد الأكبر في التاريخ، بالوصول إلى نقطة القرار الخاصة بمبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون «هيبك» والتي حصل بموجبها على إعفاء 23 مليار دولار من ديونه، على أن تستكمل بمبادرات دعم من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ليصل الإعفاء إلى أكثر من 50 مليار دولار، وبما يمثل نحو 90 في المئة من إجمالي ديونه الخارجية البالغة 60 مليار دولار.

وإضافة إلى ذلك، تعهدت المؤسستان بمواصلة تقديم الدعم الاستراتيجي لتأمين فرص الانتعاش للاقتصاد السوداني، وأهمها منح ائتمانية من الصندوق بمبلغ 2.4 مليار دولار لدعم الإصلاحات المالية والاقتصادية.

ومساعدات من مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي بنحو ملياري دولار، تخصص لتمويل مشاريع في الطاقة والزراعة والصحة والتعليم. وجاء تصنيف السودان من البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، بعدما دفع ثمناً غالياً لمعاناته من تداعيات العزل السياسي والاقتصادي الذي أدى إلى هروب الاستثمارات وتراجع مستوى دخل الفرد وارتفاع نسبة الفقر.

ووفقاً لإحصاءات وتقارير الأمم المتحدة فإن 46% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، و52.4% منهم في فقر متعدد الأبعاد.. بينما يؤكد عدد من الخبراء أن معدلات الفقر ارتفعت بشكل ملحوظ في العامين الماضيين بسبب سياسات النظام السابق.

ورغم مخاطر «آفة» الفقر وازدياد عدد الفقراء، يراهن السودان على مواجهة مشكلاته باستثمار ثرواته المعدنية، وذلك انطلاقاً من أن الأرض تخبئ أطناناً من الذهب تكفي لجعله بلداً ثرياً، وأن «حفرة صغيرة» يمكن أن تنقل المرء فجأةً من فقير إلى ثري. وتشير الدراسات إلى أن السودان يحتل المركز الثالث، بعد غانا وجنوب أفريقيا، في إنتاج الذهب، ورقم 13 بين الدول المنتجة عالمياً.

وتعمل في التنقيب 444 شركة محلية وعربية ودولية، أكبرها شركة «أرياب»الفرنسية. لكن المشكلة تكمن في اتساع عمليات التهريب، إذ يستخدم المهربون عبر الحدود طرقاً سرية في الصحراء، ويقومون بتخزين الذهب في بطون الإبل، والبعض منه علناً عبر مطار الخرطوم، بسبب ضعف الرقابة.

وفي خطوة ترمي إلى تضييق الخناق على التهريب، بدأ السودان السماح للشركات بتصدير 70 في المئة من إنتاجها، وبيع 30 في المئة الباقية إلى البنك المركزي بسعر الصرف الرسمي البالغ 45 دولاراً (أي نصف قيمة سعر السوق)، لكن الشركات رفضت القرار، وطالبت بتصدير كمية الإنتاج كاملةً وبخروج المركزي والشركات الحكومية من مناطق الإنتاج، وترك تحديد الأسعار لحركة العرض والطلب.

وحسماً لهذا الموضوع أصدر وزير المالية جبريل إبراهيم قراراً رسمياً بإنشاء بورصة للذهب والمعادن، للحد من عمليات التهريب، وتطبيق أسعار البيع والشراء بالأسعار العالمية، وهو ما سيقلل من المخاطر، ويوفر عائداً من العملات الصعبة، وإصدار سندات ذهبية بضمان الذهب نفسه للاستثمار في مدخرات المغتربين.

* عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

السودان، الفقر، الذهب، البنك المركزي، إعفاء، ديون، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي،

عشرات القتلى بانهيار منجم للذهب في السودان

بحثا عن الذهب.. سودانيون يعانون الأمراض ويدمرون البيئة