أقرّ زعيم "جبهة المقاومة" ضد حركة "طالبان" الأفغانية في ولاية بنجشير "أحمد مسعود"، بسقوط أفغانستان كاملة بيد الحركة بعد سيطرتها على الولاية التي كان يتحصن فيها.
وأكد "مسعود" في تسجيل صوتي الإثنين أن "المقاومة ضد طالبان مستمرة في بنجشير"، داعياً للتظاهر ضد الحركة في كل مناطق أفغانستان.
كما أقرّ بمقتل عدد من قيادات المقاومة العسكرية، مضيفاً "أفراد من عائلتي قُتلوا في هجوم طالبان أمس".
وأضاف "مسعود" أن "طالبان" لم تقبل وساطة العلماء لوقف إطلاق النار في الولاية، مطالبا المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بالحكومة التي ستشكلها الحركة.
وأكد "مسعود" أنه سيعمل مع جميع الذين يرفعون السلاح ضد "طالبان".
يأتي ذلك في أعقاب إعلان "طالبان" سيطرتها على ولاية بنجشير بأكملها، وهي آخر منطقة في أفغانستان كانت في أيدي قوات مناوئة للحركة.
وقال المتحدث باسم الحركة "ذبيح الله مجاهد" صباح الإثنين، إن الحركة بسطت سيطرتها على الولاية الواقعة شمال شرق البلاد، لتكتمل بذلك سيطرتها على كل أراضي أفغانستان في الوقت الذي تستعد فيه لإعلان حكومتها.
وظهر "مجاهد" -في مؤتمر صحفي ظهر الإثنين بكابل- ليعلن أن "الحرب انتهت رسميا في أفغانستان" بعد السيطرة على بنجشير، وسعى لطمأنة سكان الولاية بأنه لن يكون هناك أي تمييز ضدهم.
وقال "مجاهد" إن عددا كبيرا من المسؤولين السابقين غادروا ولاية بنجشير إلى الخارج، مشيرا إلى أن عددا منهم لجؤوا إلى الولاية بهدف مواصلة المقاومة، وأكد أنه لا مبرر لاستمرار الحرب في أفغانستان وحان الوقت لبناء الوطن.
وأضاف أن الحركة حاولت بصورة جدية حل مشكلة بنجشير سلميا لكن جهودها فشلت، على حد تعبيره، مؤكدا أن من خرجوا من بنجشير وأفغانستان يمكنهم العودة في أي وقت.
وبثت "طالبان" صورا ومقاطع فيديو تظهر قادة ومقاتلين من الحركة وهم يدخلون إلى مدينة بازاراك مركز بنجشير، وقد وقف بعضهم أمام بوابة مقر حاكم الولاية، ورفعوا علم الحركة فوق سارية.
ورفضت "طالبان" قبل ساعات عرضا من الزعيم المحلي "أحمد مسعود" بوقف القتال وإجراء محادثات إذا انسحبت الحركة من الولاية، وذلك مع سيطرتها على جميع مديريات الولاية السبع.
من ناحية أخرى، قال مسؤول بـ"طالبان" لـ"الجزيرة" إن الحركة أكملت إجراءاتها لإعلان الحكومة الجديدة، وإن زعيم الحركة "هبة الله آخوند زاده" سيبقى في موقعه ويشرف على الحكومة.
وأضاف المسؤول أن الحركة ستعلن نظاما يحظى بقبول المجتمع الدولي والشعب الأفغاني، مشيرا إلى توجيه دعوة لكل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر للمشاركة في يوم إعلان الحكومة.