قطر: طالبان أظهرت براجماتية وينبغي الحكم على أفعالها

الأربعاء 8 سبتمبر 2021 10:10 ص

اعتبرت قطر أنّ "طالبان" أظهرت "براجماتية" وينبغي الحكم على أفعالها لأنها الحاكم الأوحد في أفغانستان، دون أن تذهب الى حدّ الاعتراف الرسمي بالحركة الإسلامية.

وقالت مساعدة وزير الخارجية "لولوة الخاطر" في مقابلة حصرية مع "فرانس برس"، إن الشعب الأفغاني هو الذي يقرّر مصيره لا المجتمع الدولي.

ولعبت الدوحة دور الوسيط الرئيسي بين حركة "طالبان" التي افتتحت مكتبا سياسيا في قطر عام 2013، والمجتمع الدولي بما في ذلك واشنطن إلى أن استكملت الحركة الإسلامية سيطرتها على البلاد الشهر الماضي.

وقالت "الخاطر": "أظهروا قدرا كبيرا من البراجماتية. دعونا نغتنم الفرص المتاحة (...) ونحكم على تصرفاتهم"، مضيفة: "إنّهم الحكّام الفعليون. لا شك في ذلك أبدا".

وأعلنت حركة "طالبان"، الثلاثاء، نواة حكومتها الجديدة وعلى رأسها القيادي المخضرم المدرج على قائمة سوداء للأمم المتحدة الملا "محمد حسن أخوند".

وتحدثت "الخاطر"، المتحدثة باسم سلطات قطر على الساحة الدولية ووجه الحملة الإعلامية المرتبطة باستراتيجية مواجهة فيروس كورونا، عن "بعض الإشارات الطيبة" من حكام أفغانستان الجدد.

وأكّدت أن "حقيقة تمكّن العديد من الذين تم إجلاؤهم من مغادرة كابل، بما في ذلك العديد من الطالبات، أمر مهم لأنه لولا تعاونهم لما كان ذلك ممكنا".

وتابعت "الخاطر" أن الاعتراف القطري بحركة طالبان لن يأتي على الفور، موضحة: "لا نتسرع في الاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع طالبان (...) نحن نسلك الطريق الوسط".

وأشارت "الخاطر" كذلك إلى أن حركة "طالبان"، ومنذ عودتها إلى السلطة، تركت إلى حد كبير السلطات الصحية الأفغانية، بما في ذلك المسعفات، يتمتعن بالحرية في ما يتعلق بمواصلة استجابتهن لفيروس "كورونا".

وقالت: "هل الصورة وردية؟ لا، ليست كذلك"، مشددة على أنّ المخرج من الأزمة "سيكون عبر عملية بناء الثقة، وسيكون تدريجيا. لكن يجب أن نستجيب بشكل أساسي لجميع الخطوات الإيجابية من جانبهم (طالبان) عبر اتخاذ خطوات إيجابية من جانبنا".

وتكثفت الدعوات من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية للحركة من أجل احترام حقوق المرأة والأقليات بعد استيلائها المفاجئ على الحكم.

وقالت الخاطر: "أفغانستان دولة ذات سيادة (...) يجب أن تكون لشعب أفغانستان كلمته"، مضيفة: "عندما نتحدث عن تجاوب أفغانستان مع المجتمع الدولي، فهذا لا يعني أن المجتمع الدولي يمكنه أو ينبغي عليه أن يتحكّم في مصير الشعب الأفغاني".

وبرزت قطر، حليفة الولايات المتحدة، كلاعب رئيسي في عمليات الإجلاء والجهود الدبلوماسية بشأن أفغانستان، علما أنّ الإمارة الخليجية الثرية تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة.

وعبر نحو نصف أكثر من 120 ألف شخص تم نقلهم جواً من أفغانستان، قطر التي تعمل أيضا على إعادة فتح مطار كابل المتوقف عن العمل منذ الانسحاب الأمريكي نهاية الشهر الماضي.

لا تقتلوا الوسيط

وردا على سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها قطر لجهة إعطائها شرعية لحركة "طالبان"، قالت "الخاطر": "لا تقتلوا الوسيط"، مضيفة: "قطر كانت الوسيط، كنّا نسهّل إيصال وتبادل الرسائل".

وسُلطت الأضواء الدولية على قطر بعدما ساهمت في تسهيل إحدى أكبر عمليات النقل الجوي في التاريخ في أعقاب سيطرة "طالبان" على البلاد. وأشرفت "الخاطر" إلى حد كبير على عمليات الإجلاء في الدوحة والتقت بعض الذين تم إجلاؤهم.

وفي زيارة استمرت يومين إلى الدوحة، أعرب وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" عن تقديره لأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، بسبب الدور الذي لعبته بلاده.

وتوّجت زيارات قام بها وزراء ومبعوثون بينهم "بلينكن" إلى الدوحة، أسبوعا من الدبلوماسية الدولية على أرض العاصمة القطرية.

وقالت "الخاطر": "كثيرون شكّكوا في وساطتنا ومقاربتنا، لكنني الآن أعتقد أنّنا نضع هذه (الشكوك) قيد الاختبار الحقيقي والعالم بأسره ينظر إلينا للمساعدة في هذه الوساطة وتسهيلها".

وتابعت: "إذا احترمت (طالبان) حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وخصوصا التعليم، فستكون هناك فوائد لذلك. وإذا لم يفعلوا، فستكون هناك عواقب".

ورغم التحديات اللوجيستية على الأرض، قالت المسؤولة القطرية إنّها تأمل في استئناف جهود إيصال المساعدات، معتبرة في الوقت ذاته أنّه لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة وعملها.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

قطر طالبان أفغانستان

قطر تحتفظ بدور الوسيط رغم الإخفاق الاستخباراتي بشأن طالبان

دولة إسلامية وليس "الدولة الإسلامية".. معضلة طالبان الاستراتيجية