قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إن القيادي البارز بحركة "طالبان"، الملا "عبدالغني برادر" بات في مهمة دقيقة ومعقدة بعد توليه منصب نائب رئيس الحكومة الأفغانية التي أعلنت عنها الحركة، الثلاثاء.
واعتبرت الشبكة الأمريكية أن "برادر" سيكون هو الرئيس الفعلي للحكومة، وسيتوجب عليه أن يقنع المجتمع الدولي بأن حركة طالبان أصبحت أكثر اعتدالا هذه المرة حتى تحصل على المساعدات الدولية وتكون قادرة على الوصول إلى أصول البنك المركزي.
وفي هذا الصدد يقول "حسين حقاني"، سفير باكستان السابق في واشنطن، إن "برارد"، "سيكون طوال الوقت في مرمى المتشددين من حركته والذين لا يرون أي سبب لتغيير المعتقدات الأساسية لحركتهم لإرضاء غير المؤمنين".
وكان "برادار" قد أسهم في قيادة المفاوضات مع الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، التي توجت بلقائه بوزير الخارجية، آنذاك، "مايك بومبيو" لإضفاء الطابع الرسمي على خروج القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عقدين من تواجدها هناك.
وأوضح "كارتر مالكاسيان"، الذي شارك في عدة جولات من المحادثات مع برارد أثناء عمله مساعدا خاصا للاستراتيجية لرئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال "جوزيف دانفورد"، أن ذلك الرجل قادر على كسب ثقة واحترام الآخرين، مشيرا إلى أنه يتمتع بالعديد من الصفات القيادية فهو "يمتلك الكاريزما الهادئة ويرحب بمحاوريه ويصافحهم بحميمية".
وترى "بلومبرج" أن "برادر" الآن، وبعد عودته إلى السلطة السياسية، سوف يحتاج إلى تحقيق التوازن بين المصالح المتنوعة لجيران أفغانستان الأقوياء واللاعبين الإقليميين، بما في ذلك إيران والهند والصين، وبالأخص باكستان باعتبارها كانت حاضنة لقادة "طالبان" المنفيين وأسرهم على مدى أعوام طويلة.
وبحسب خبراء فقد أظهر "برارد"، أنه قادر على التعامل مع السياسات المعقدة في الحرب والسلام، لكن التحديات هذه المرة مختلفة، ولن يكون لديه الوقت الكافي لمنع أفغانستان من الوقوع في دوامة أعمق من الصراع والأزمات، بحسب الشبكة الأمريكية.
