سلطت مجلة "ناشيونال انترست" الضوء على ما وصفتها بأنها "صفقة محتملة" أبرمتها إيران مع حركة طالبان لشراء أسلحة أمريكية استوّلت عليها الحركة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وذلك للاستفادة منها في أبحاثها لتطوير ترسانتها العسكرية.

ونقل تقرير للمجلة الأمريكية عن محللين قولهم إن انهيار الحكومة الأفغانية واستيلاء طالبان على السلطة وانسحاب الولايات المتحدة خلق فرصة لإيران لمتابعة أهدافها الإقليمية في أفغانستان.

ولفتت التقرير إلى صور مثيرة للجدل، تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، تُظهر قافلة من شاحنات مقطورة يُزعم أنها تنقل معدات عسكرية أمريكية مأخوذة من أفغانستان إلى إيران، تزامنا مع تقارير غير رسمية تتحدث عن شراء إيران عربات "همفي" ومركبات مدرعة خفيفة من طالبان.

واعتبرت المجلة أن تلك الصور، التي لم تعلق عليها السلطات الإيرانية والأمريكية بعد، بمثابة ضربة جديدة لإدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".

وذكرت أن "بعض المراقبين يعتقدون أن طالبان ستحتاج إلى أموال أجنبية لتعزيز الاقتصاد الأفغاني الذي مزقته الحرب، لذا فإن بيع بعض الممتلكات التي تركتها القوات الأمريكية يمكن أن يزودها بالأموال اللازمة لإدارة القطاع العام، وإعادة بناء البنية التحتية للبلاد".

وأضافت المجلة أنه "من المحتمل أن إيران عقدت صفقات مع طالبان لشراء بعض هذه المركبات والمعدات لأغراض البحث والاستنساخ، وإذا وقعت المروحيات وقطع غيار الطائرات الأمريكية في أيدي إيران، فسيؤدي ذلك إلى تطور كبير في صناعة الطائرات في إيران".

وتابعت: "على الرغم من أن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث فرانكلين ماكنزي، يؤكد أن الطائرات الأمريكية التي بقيت في أفغانستان غير صالحة للعمل ولن تطير مرة أخرى أبدًا، إلا أنها لا تزال مفيدة للأبحاث الهندسية من قبل إيران أو خصوم آخرين لأمريكا".

وقبل أشهر من انهيار الحكومة الأفغانية، كثفت إيران من تواصلها الدبلوماسي مع طالبان، فيما تؤكد بعض التقارير أن إيران قدمت دعما عسكريا لطالبان في محاولة لتسريع انسحاب أمريكا من البلاد.

وأشارت تقارير غربية إلى أن إيران وطالبان عملا معًا، خلال السنوات الأخيرة، وبشكل مستقل ضد "عدوهما الأمريكي المشترك"، وأنه "إذا استمر هذا التعاون، فمن المتوقع أن يكون تم تسليم بعض المعدات العسكرية الأمريكية، سواء أصبحت عديمة الفائدة أم لا، إلى إيران؛ من أجل إجراء أبحاث هندسية عليها".

ووفقًا لمسؤولي طالبان، فقد تم الاستيلاء على نحو 2000 مركبة مدرعة، بما في ذلك عربات "همفي" أمريكية، وما يصل إلى 40 طائرة يحتمل أن تشمل مروحيات "بلاك هوك" وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات بدون طيار عسكرية.

وقبل أيام من ظهور تقارير حول شراء إيران لمعدات عسكرية أمريكية، كتب عضوا مجلس النواب "جيمس كومر" و"جلين جروتمان" رسالة إلى وزير الدفاع "لويد أوستن" يطلبان فيها معلومات حول خطط البنتاجون لاستعادة الأسلحة الأمريكية المتبقية في أفغانستان، مخافة أن يتم بيعها للصين أو روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية.

كما صرح الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" بأنه "يجب المطالبة بإرجاع جميع المعدات على الفور إلى الولايات المتحدة، وهذا يشمل كل سنت من تكلفة 85 مليار دولار"، بالإشارة إلى التكاليف التي تكبدتها واشنطن جراء الحرب في أفغانستان.