استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل توجه إسرائيل ضربة لإيران؟

الأحد 12 سبتمبر 2021 04:55 م

هل توجه إسرائيل ضربة لإيران؟

قضية فلسطين تأتى فى ذيل أولويات الإدارة التى لن تُقدم، على الأرجح، إلا على «إدارة الصراع» لا تسويته.

اللوبى الإسرائيلي بكافة منظماته وشخوصه تبنى علنا وضمنا رسالة مؤداها أن بايدن أكثر احتياجا لبينيت من احتياج الأخير له.

إسرائيل كانت بين أكثر الدول معارضة للانسحاب من أفغانستان فالاحتلال الأمريكى لأفغانستان كان يضفى الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي.

رسالة ضمنية بأن إسرائيل لن تنتظر موافقة أمريكية عند ضرب لإيران.. رسالة خطيرة إذا وضعت في سياق ما حدث بإسرائيل قبل زيارة بينيت بأسابيع.

السؤال الأهم بعد زيارة بينيت: هل ستقدم إسرائيل على توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية دون تشاور مسبق مع واشنطن التى تريد إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

*     *     *

لم تغب عن مخيلتى طوال الأسبوع الماضى تلك العبارة اللافتة التى قالها وزير الخارجية الأمريكى فى لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينيت.

فعندما روج الأخير لاستقرار الحكم فى إسرائيل حاليا، بعدما شكل حكومته الائتلافية التى تضم أطرافا من اليمين واليسار، علق وزير الخارجية الأمريكى قائلا إن «هناك ما يمكننا أن نتعلمه منكم ونحن نتطلع لأن تعلمونا إياه».

فإسرائيل، عند الوزير الأمريكى، نموذج للديمقراطية التى تحتفى بالتعددية وتقبل فيها الأطراف المختلفة العمل معا مهما كانت اختلافاتهم السياسية.

وتبني إدارة بايدن لتلك الفكرة التى روج لها لوبى إسرائيل فى واشنطن، عشية الزيارة، هو بمثابة المزيد من التأكيد على أن قضية فلسطين تأتى فى ذيل أولويات الإدارة التى لن تُقدم، على الأرجح، إلا على «إدارة الصراع» لا تسويته.

غير أن حكاية «النموذج الإسرائيلى» تلك لم تكن وحدها على أجندة لوبى إسرائيل. فلم يكن أقل دلالة أن اللوبي الإسرائيلي، بكافة منظماته وشخوصه، تبنى علنا وضمنا رسالة مؤداها أن بايدن أكثر احتياجا لبينيت من احتياج الأخير له.

فزيارة بينيت جاءت فى خضم عملية الانسحاب من أفغانستان وفور التفجير الذى طال محيط مطار كابول. ومن هنا كان مضمون الرسالة أن عملية الانسحاب خصمت من مصداقية أمريكا وثقة حلفائها ببايدن. وبايدن يحتاج للتحالف مع إسرائيل ليستعيد ثقة باقى الحلفاء.

والحقيقة أن إسرائيل كانت من بين أكثر الدول معارضة لذلك الانسحاب. فالاحتلال الأمريكى لأفغانستان كان يضفى الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي.

غير أن اللوبي الإسرائيلي سعى للاستفادة من الانسحاب، عبر عقد مقارنة تستغل الفشل الأمريكى فى أفغانستان كفرصة للهجوم على الفلسطينيين وتبرير المزيد من الطلبات الإسرائيلية، والتأكيد على إطلاق يد إسرائيل فى اتخاذ القرارات التى تناسبها.

فقد كتب أحد رموز اللوبي الإسرائيلي قائلا إن أمريكا فشلت فى بناء الديمقراطية فى أفغانستان «مثلما فشلت إسرائيل فى بناء نظام حكم فلسطينى ديمقراطى».

وكتب آخر ليعقد مقارنة أخرى بين طالبان وكل من حزب الله وحماس، مشيرا إلى أن أكثر ما يؤرق إسرائيل هو أن الولايات المتحدة «حين تفاوضت مع طالبان تخلت عن تدخلها دوليا من أجل دعم الديمقراطية».

ومن ثم، فإن الدول الحليفة صار عليها ضرورة الاعتماد على نفسها فقط لحماية مصالحها وأمنها. وقد استُخدم ذلك المنطق كمبرر لمطالبة بينيت بزيادة المساعدات الأمريكية والحصول على المزيد من الأسلحة الأكثر تقدما.

أكثر من ذلك، كان وراء هذا المنطق ذاته، على ما يبدو، رسالة ضمنية مؤداها أن إسرائيل لن تنتظر الموافقة الأمريكية عند توجيه ضربة لإيران. وتلك الرسالة الأخيرة من الخطورة بمكان إذا ما وضعت فى سياق ما حدث فى إسرائيل قبل أسابيع من زيارة بينيت.

وقتها تم استدعاء سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي لدى إسرائيل للاجتماع بوزيرى الدفاع والخارجية الإسرائيليين. وفى الاجتماع، قال الوزيران إن التقديرات الإسرائيلية تقول إن إيران إذا استمرت بالوتيرة الحالية التى تسير بها فى تخصيب اليورانيوم، فإنها ستصبح دولة نووية فى غضون سبعين يوما، أي في أوائل أكتوبر القادم. لكن بينيت، على ما يبدو، لم يذكر تلك التقديرات فى لقاءاته فى واشنطن.

لذلك، فإن السؤال الأهم على الإطلاق، بعد الزيارة، هو ما إذا كانت إسرائيل ستقدم قريبا على توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية، دون التشاور المسبق مع واشنطن التى تريد إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

* د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي.

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

بينيت، إسرائيل، الولايات المتحدة، إيران، فلسطين، الاحتلال، الانسحاب، تخصيب اليورانيوم، منشآت نووية إيرانية،

البحرية الإسرائيلية تكثف أنشطتها في البحر الأحمر لمواجهة إيران