طالبان: سنوفر زيا رسميا لمقاتلينا وسنسمح للفتيات بالدراسة غير المختلطة

الأحد 12 سبتمبر 2021 07:00 م

قال المتحدث باسم حركة طالبان "ذبيح الله مجاهد" لوكالة الأنباء الألمانية إن الحركة تعتزم تزويد مقاتليها في العاصمة كابول بزي رسمي.

وأوضح أنه من المنتظر أن يحصل أفراد الشرطة والاستخبارات والقوات الخاصة على زي رسمي.

تجدر الإشارة إلى أن مقاتلي الحركة يتجولون حتى الآن مرتدين الثياب الأفغانية التقليدية وحاملين بنادق الكلاشنيكوف.

وتمكنت الحركة قبل نحو شهر من استعادة السلطة في أفغانستان الواقعة وسط آسيا وذلك بعد أن غادرت القوات الدولية البلاد بعد نحو 20 عاما من تواجدها هناك.

ويتخوف العديد من العاملين سابقا في قوات الأمن من تعرضهم لأعمال انتقامية، لكن طالبان وعدت بإعلان عفو عام عن كل الجنود السابقين في الجيش والشرطة.

من جهته قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان الجديدة، "عبد الباقي حقاني"، الأحد، إن النساء في أفغانستان بإمكانهن الدراسة في الجامعات، ومواصلة الدراسات العليا، بشرط الفصل بين الجنسين في الفصول الدراسية، وارتداء الحجاب.

وأعلن "حقاني" عن سياسات التعليم الجديدة خلال مؤتمر صحفي، عقب أيام من تشكيل طالبان حكومة جديدة لم تشمل النساء، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

وذكر "حقاني" أن الطالبات عليهن “الالتزام بالزي الإسلامي” للدراسة في الجامعات، فيما لم يحدد شكل الحجاب الذي يقصده، وهل سيتطلب غطاء الوجه أيضا أم لا.

وأشار إلى أن طالبان لا تريد إعادة عقارب الساعة عشرين عاما إلى الوراء، قائلا: "سنبدأ بالبناء على ما هو موجود اليوم".

وأكد أنه سيتم تطبيق الفصل بين الجنسين في الفصول، مضيفا: "لن نسمح للأولاد والبنات بالدراسة معا، لن نسمح بالتعليم المختلط".

كما أوضح الوزير أن المواد الدراسية "سيتم مراجعتها أيضا"، وبينما لم يخض في التفاصيل، أشار إلى أنه يريد خريجي الجامعات الأفغانية أن يكونوا منافسين لخريجي الجامعات في المنطقة وبقية العالم.

وقبل سيطرة طالبان على السلطة كانت الجامعات مختلطة، ولم يكن على الطالبات الالتزام بقواعد اللباس، إلا أن الغالبية العظمى منهن اخترن ارتداء الحجاب بما يتماشى مع التقاليد.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة الشهر الماضي، يراقب العالم عن كثب ليرى إلى أي مدى سيختلف تعامل الحركة مع النساء عن فترة ولايتهم الأولى، في أواخر التسعينيات، حيث حُرمت الفتيات والنساء من التعليم، واستُبعدن من الحياة العامة آنذاك.

والسبت، رفعت طالبان علمها فوق القصر الرئاسي، في إشارة إلى بدء عمل الحكومة الجديدة.

وفي 15 أغسطس/ آب الماضي، سيطرت طالبان على العاصمة كابل، خلال أقل من 10 أيام،؛ ما دفع الرئيس الأفغاني أشرف غني للهروب من البلاد.

وفي اليوم ذاته، قال المتحدث باسم حركة “طالبان” سهيل شاهين، في تصريحات لشبكة "بي بي سي" البريطانية، إن الحركة "ستسمح للمرأة بالتعلم والعمل، وبالطبع سوف ترتدي الحجاب".

من جهة أخرى في كابول، احتل عناصر طالبان قصرا فخما يعود لأحد ألدّ أعدائهم نائب الرئيس السابق "عبد الرشيد دوستم"، حيث يتنقلون برشاشاتهم بين الأرائك الوثيرة ودفيئة النبتات الاستوائية، واعدين بطي صفحة الفساد التي طبعت النظام السابق.

في أحد الأروقة الطويلة التي يغطيها سجاد سميك باللون الأخضر، كان أحد عناصر طالبان ينام على كنبة حاملا رشاش كلاشنيكوف قرب الأسماك المتعددة الألوان في سبعة أحواض عملاقة في الغرفة.

الرجل هو من الحرس المقرب لـ"قاري صلاح الدين الأيوبي" وهو قائد نافذ في النظام الجديد الذي استولى على هذا المنزل الضخم المتعدد الطوابق مع حوالى 150 رجلا في 15 آب/اغسطس الماضي، يوم دخول الإسلاميين إلى كابول.

على المستوى الأفغاني، يتميز المجمع بفخامة لا يمكن تصورها مع صالات متعددة تحيط بها أرائك وثيرة ولوحات فنية وقطع أثاث خشبية منحوتة بدقة، وثريات ضخمة وحوض سباحة داخلي مصنوع من البلاط الفيروزي الصغير الى جانب قاعة الرياضة وحوض جاكوزي.

مالكه الماريشال "دوستم"، أحد أشهر قادة الحرب الأفغان والذي كان من مسؤولي الحكومة في العقدين الماضيين، قد يكون فر الى تركيا.

وعلى غرار كثر من الرجال النافذين في النظام المخلوع، يشتبه في أنه استفاد الى حد كبير من الفساد المستشري الذي أدى إلى اختلاس قسم من المساعدات الغربية وتجريد الحكومة الأخيرة من مصداقيتها أمام العديد من الأفغان.

قام بعض مسؤولي الحكومة بضم أراض بشكل غير قانوني لبناء منازل فخمة في هذا الحي، شيربور القريب من السفارات الأجنبية. وعلى مر السنوات، أطلق عليه سكان كابول اسم "حي السارقين".

ويتناقض ذلك مع حياة مقاتلي طالبان وهم فقراء بمعظمهم وضحوا على مدى سنوات بكل راحة في سبيل حركة التمرد، وعاشوا بين الجبال والوديان.

لكن "قاري صلاح الدين الأيوبي" الذي بات حاليا قائدا عسكريا لأربع ولايات (كابول، كابيسا، بانشير، وبروان) متأكد من أن رجاله يتعالون على هذا الانحطاط المادي.

ويقول من مكتبه المكيف إن "العيش في الجبال أو في الرفاهية لا يغير شيئا بالنسبة إلينا، لأن إيماننا هو الإسلام وفي الإسلام (…) لا يهمنا إلا الحياة بعد الموت".

الجو أكثر حرارة في الدفيئة الاستوائية الهائلة التي أقيمت في أحد أجنحة المبنى حيث يتنقل عناصر طالبان أو يحتسون الشاي تحت سقف زجاج ضخم تبلغ مساحته عدة مئات من الأمتار المربعة.

وفوق المساحات الخضراء طابق وسطي كبير فيه طاولة كبيرة خشب مخصصة لتقديم المشروبات الروحية خلال الحفلات التي كان ينظمها الجنرال المعروف بحبه للسهر والكحول.

كان "دوستم" أحد ألد أعداء طالبان وهو متهم بارتكاب العديد من جرائم الحرب بينها مجزرة عام 2001 أودت بألفي عنصر من الحركة اختناقا في حاويات تركت تحت أشعة الشمس الحارقة في وسط الصحراء.

لكن القائد "الأيوبي" ينفي بشدة أي رغبة في الانتقام.

وقال: "مقاتلونا شباب، لقد عانوا كثيرا وكانوا ضحايا للظلم”. وأضاف “مع هذا لم نحطم هذا المنزل. لو جاء آخرون ممن كان لديهم المشاكل نفسها (مع دوستم أو الحكومة السابقة)، بدلا منا لما كنتم رأيتهم هذه الكراسي أو الطاولات، كانوا ليدمروا كل شيء على الأرجح".

هو لا يحيد عن الخطاب الرسمي الهادىء الذي تعتمده طالبان منذ وصولها الى السلطة والذي يندد به معارضوها باعتبار أنه ليس سوى واجهة لإرضاء المجتمع الدولي، ويعتبرونهم متشددين كما كانوا خلال حكمهم السابق.

وأكد أن طالبان ستحترم الملكية الخاصة. وتدارك: "لكن إذا سارت الأمور كما كانت في ظل الحكومة السابقة الفاسدة وحاول البعض بناء منزل عبر الاستيلاء على أرض أو مال الشعب، فلن نقبل بذلك".

وفور وصوله، أزال النقاط الأمنية والجدران الخرسانية التي كانت تحمي المنزل كحصن صغير وفتح الشارع لإعادة حركة المرور الى طبيعتها.

وختم قائلا: "نحن إلى جانب الفقراء” فيما كان ينتظره في الممر عشرات الزوار بينهم أشخاص نافذون".

المصدر | د ب أ

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان الفتيات الجامعات المقاتلين زي موحد تعليم الفتيات

التزم بمهمتك.. طالبان تحذر أفرادها من الذهاب إلى الأماكن الترفيهية والتقاط السيلفي