الجارديان: انتصار طالبان هزة أرضية مدمرة ستوثر على دول الخليج

الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 10:30 ص

وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عودة "طالبان" إلى الحكم بأنها هزة أرضية مدمرة ستعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت نقلا عن مسؤول أن دول الخليج قد تضطر لإعادة النظر في تحالفاتها وخاصة الولايات المتحدة وإن كانت ستظل تثق بها.

ووصف المسؤول عودة "طالبان" بأنها هزة أرضية مدمرة ستؤثر على مسار الشرق الأوسط لسنوات مقبلة، معتبرا أن وعود الحركة بالاعتدال ليست إلا كلاما، وأن النسخة الحالية هي "بالضرورة نفس" النسخة التي حكمت في السابق.

ولم تكشف الصحيفة عن هوية المسؤول، ولكنه قال إن خروج الولايات المتحدة السريع يثير أسئلة لدول الخليج حول معنى الوعود الأمريكية لتوفير الأمن على مدى العشرين عاما المقبلة.

وقال: "أفغانستان هي هزة أرضية، هزة أرضية مدمرة وستظل معنا لمدة طويلة جدا جدا".

وعلق أن الحادثة تمثل تحولا عن "عقيدة كارتر" التي عفا عليها الزمن، وتقضي بقيام الولايات المتحدة التي تعتمد على النفط باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في منطقة الخليج.

وتساءل: "هل يمكننا الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية في العشرين عاما المقبلة؟ أعتقد أن هذا سؤال إشكالي في الوقت الحالي".

ورأى أن 20 عاما من الحرب التي كان من المفترض أنها ضد من "اختطفوا الإسلام" لم تترك أي أثر في أفغانستان.

وتوقع أن يؤدي انتصار "طالبان" إلى قلق بين دول غرب أفريقيا والساحل بشأن عودة ما وصفه بالتطرف الإسلامي الواثق.

وقال المسؤول إنه لا يثق بأن "طالبان" ستتصرف بطريقة مختلفة عن الفترة السابقة التي حكمت فيها "هم في الجوهر نفسهم ولكنهم أكثر ذكاء في تعاملهم مع العالم".

وأضاف أن المفاجأة الكبرى هي العملية الأمريكية العاجزة والخلاف البيروقراطي بشأن الانسحاب.

وقال إن انتصار "طالبان" سينظر إليه على انتصار لباكستان وفرصة للصين ولن تلعب الولايات المتحدة سوى دورا بسيطا ولو "حدث صراع جيوسياسي على افغانستان فسنرى باكستان والصين من جهة والهند وإيران وروسيا من جهة أخرى" و"لا أعتقد أن الأمريكيين سيكونون جزءا من الصراع الجيوسياسي في أفغانستان".

وأشار المسؤول إلى أن الكثير من دول الخليج بدأت بإعادة ضبط علاقتها الخارجية وتأخذ بعين الاعتبار تراجع اعتماد الولايات المتحدة على نفط دول الخليج والميل الأمريكي للعزلة، مضيفا أن العملية ستتزايد الآن مما سيقود إلى إعادة اصطفاف في التحالفات ورغبة بعض المتنافسين التاريخيين بإقامة علاقات تاريخية. والهدف الرئيسي هو تخفيض التوتر في المنطقة.

وأضاف المسؤول أنه يتوقع مزيدا من الحوارات في المستقبل بين السعودية وإيران وكذا الإمارات العربية المتحدة وإيران.

وأشار إلى توقيع اتفاقية الدفاع بين السعودية وروسيا، كإشارة عن مرحلة ما بعد عصر الكربون، حيث ستحاول دول الخليج تنويع مصادرها الأمنية بعيدا عن الولايات المتحدة.

وبدأت إيران في ظل حكومة حسن روحاني لقاءات سرية مع السعودية وتعاونا على المستوى الأمني، وربما خرجت هذه للعلن.

وتبحث البحرين عن تحالفات جديدة في المنطقة، بما فيها اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل، وفي حالة الإمارات استئناف العلاقات مع سوريا.

وزعم المسؤول أن الهدف من كل هذا هو منع تحول المنطقة إلى "طنجرة ضغط".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان أمريكا الخليج الولايات المتحدة

ماذا تعني دولة طالبان لسياسة دول مجلس التعاون الخليجي؟