موسى قلعة بعد 6 سنوات من حكم طالبان.. الأمن حاضر والخدمات مفقودة

الأحد 19 سبتمبر 2021 05:45 ص

ما هو المتوقع لأفغانستان تحت حكم "طالبان" مجددا؟ يتصدر هذا السؤال اهتمامات المراقبين بعدما سيطرت الحركة على كامل البلاد تقريبا، وسط نقاشات حول عدد من المناطق التي سيطرت عليها الحركة منذ سنوات، في بداية تمردها على الحكومة الأفغانية المنهارة، باعتبارها مؤشرا على ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في كامل البلاد لاحقا.

من هذه المناطق مدينة موسى قلعة في إقليم هلمند، التي سيطرت عليها "طالبان" منذ 6 سنوات، وكانت قبل عام 2015 موقع قتال عنيف من قبل القوات البريطانية والأمريكية لأكثر من عقد من الزمان، بما في ذلك حصار بريطاني مرير في عام 2006 حيث تحصن 88 رجلا لمدة شهرين، ما أدى إلى أول مفاوضات دولية لوقف إطلاق النار مع "طالبان"، وفقا لما أورده تحقيق لصحيفة "الجارديان".

ووجه معظم الناس، الذين قابلتهم مراسلة الصحيفة البريطانية في زيارتها إلى المدينة، اللوم فقط إلى قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما قتل العديد من الأفغان في تلك المعارك.

وقال مواطن يدعى "عب الوالي" إنه كان مؤمنا بوعد الأمن الذي قدمته القوات البريطانية عند وصولها للمرة الأولى، مضيفا: "كنا سعداء عندما وصلوا لأننا اعتقدنا أنهم سيحققون السلام. بدلا من ذلك قتلوا شعبنا". وأضاف أن معظم الناس "يريدون عودة الأجانب ولكن بالمساعدات بدلا من الأسلحة".

وأشارت المراسلة إلى أنه بعد 15 عاما من الوجود الأجنبي و6 سنوات من حكم "طالبان"، "لا تزال المدينة والمناطق المحيطة بها بلا كهرباء ولا طرق معبدة، وهناك عدد قليل من المدارس، للفتيان فقط".

وأضافت أن سكان المنطقة أعربوا عن "امتنانهم للأمن الذي حققه انتصار "طالبان" على الصعيد الوطني، وهو سلام غير متوقع يتجاوز بكثير الهدوء المزعج لسيطرة "طالبان" السابقة والذي تخلله تفجيرات وغارات ليلية".

وعلى عكس المدن الأخرى، لفت التحقيق إلى أن سيطرة "طالبان" على موسى قلعة "لم تجرد المرأة من أي حقوق يمكن أن تتمتع بها. إذ إن الضوابط القمعية التي تمارسها الجماعة على النساء، بناء على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية، مستمدة من التقاليد المحلية المحافظة بشدة في قلبها وترددها".

كما أورد التحقيق أن موسى قلعة كانت من أكثر المناطق المتنازع عليها في أفغانستان، وحتى بعد توقف الحرب البرية وانسحاب القوات الأجنبية الأولى ثم الأفغانية من قواعدها، استمرت الحرب الجوية.

وبحسب التحقيق، فقد أدت الغارات الجوية إلى مقتل مدنيين بانتظام، الأمر الذي عادة ما تنكره القوات الأفغانية والأمريكية.

وقبل عامين حدثت مذبحة في قرية الشواهرز في منطقة موسى قلعة، حيث أصابت الغارات الجوية حفل زفاف وقتلت فيه العديد من الأشخاص.

ويوم الجمعة الماضي، أقر البنتاجون بسقوط مدنيين في غارة شنتها طائرة مسيرة تابعة له، قبل أسابيع في العاصمة الأفغانية كابل، قبل أن يقدم اعتذارا عن هذا الخطأ.

واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارًا يمدد ولاية البعثة الأممية في أفغانستان 6 أشهر، وقال الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" إن على مجلس الأمن النظر في مسألة تطوير خطة لاستثناء "طالبان" من بعض العقوبات.

وجدد القرار التأكيد على أن إيصال المساعدة الإنسانية بشكل فعال يتطلب من جميع الأطراف السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان موسى قلعة الشواهرز

طالبان تلغي وزارة المرأة وتستبدلها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر