اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الرفض الشعبي والرسمي العراقي الغاضب، الذي أعقب مؤتمر السلام الذي عقد في أربيل الجمعة، يظهر أن تلك الدولة العربية لن تلحق بركب التطبيع قريبا.
وذكرت الصحيفة أن مساعي المطالبين بالتطبيع خلال المؤتمر، الذي نظمه شخصيات عشائرية من السنة والشيعة، لا تبدو كافية لإقامة علاقات سلام مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين في أي وقت في المستقبل القريب.
ونقلت الصحيفة عن "رونين زيدل" أخصائي شؤون العراق في مركز "موشيه ديان" لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا- ومقره تل أبيب- قوله إن "السلام بين إسرائيل والعراق ما هو إلا حلم بعيد المنال".
وبحسب "زيدال" فإن التطبيع مع إسرائيل سيظل بعيداً جداً ما دام العراق يرضخ تحت الهيمنة الإيرانية المتنفذة في السياسة العراقية، وطالما ظل العراق غير مستقر.
واعتبر "زيدال" أن المؤتمر بمثابة "رصاصة أطلقت في الظلام".
ولفت إلى أن قراءة المشهد تشير إلى عدم إمكانية التوصل لاتفاق تطبيع مع إسرائيل قريبا بالنظر لحجم الردود الشعبية والرسمية الغاضبة من المؤتمر ومنظميه والمشاركين فيه.
والسبت الماضي، حظي المؤتمر بإدانة واسعة النطاق، ووصفه مسؤولون حكوميون بأنه اجتماع غير قانوني، فيما أعلنت السلطات العراقية أنها ستعتقل المشاركين فور تحديد هوياتهم.
وأشارت الصحيفة العبرية أن الردود الرسمية التي صدرت ضد المؤتمر، دفعت عدداً من المشاركين بالتراجع عن دعواتهم بإقامة "اتفاقيات سلام مع إسرائيل".
من جانبه، قال الخبير المتخصص في الشؤون العراقية "مايكل إبيل": إن التطبيع مع العراق يبدو احتمالا بعيد المنال".
وعقب "مع استمرار إيران في ممارسة تأثيرها على العراق، بما في ذلك الميليشيات الشيعية، فإن فرص السلام ستظل ضئيلة".
