نتنياهو في مأزق: تفجير محادثات القاهرة هو قرار سياسي إسرائيلي

الاثنين 18 أغسطس 2014 08:08 ص

عرب 48  

إن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه لن يمنح حماس فرصة لتحقيق إنجاز سياسي، ثم قيامه بإستعادة تشكيل معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" التي أطلقها قبل شن العدوان على قطاع غزة، تشير بما لا يقبل الشك إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت إلقاء محادثات القاهرة بعرض الحائط، وتوضح بأن التقديرات الإسرائيلية بأن «محادثات القاهرة مصيرها الفشل»، هي ليست تقديرات بقدر ما هي قرار سياسي اتخذ  في الكابينيت.

وتوقع مسؤوولون سياسيون إسرائيليون أن تبادر فصائل المقاومة الفلسطينية لإطلاق القذائف الصاروخية مساء اليوم أي قبل انتهاء الهدنة بساعات، وذلك لعلمهم أن فصائل المقاومة ستتلقى قبل ذلك الموعد ردا إسرائيليا من شأنه أن يفجر المحادثات ويعيدها إلى المربع الأول.

المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" باراك رافيد، قال في مداخلة لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل قليل إن إسرائيل عادت بعد نحو شهر من القتال «إلى نقطة الصفر بل إلى ما قبل نقطة الصفر»،  فيما قال المعلق في القناة الثانية، عميت سيغال، إن نتنياهو واقع في مأزق فهو من ناحية لا يريد تحقيق مكاسب سياسية لحركة حماس تماشيا مع الرأي السائد في الحكومة والجمهور الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يريد توقف إطلاق الصواريخ تلبية لطلب الجمهور الإسرائيلي، ولا يمكنه تحقيق الأمرين في آن واحد.

محادثات القاهرة ستتفجر على الأرجح في الساعات القليلة القادمة، وأوضح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن رئيس حكومة الاحتلال، بينيامين نتنياهو، رفض المبادرة المصرية وأعاد المفاوضات إلى مربعها الأول، مشيرا إلى أن فصائل المقاومة لن تقبل بتمديد الهدنة المؤقتة مرة أخرى.

وأكد أبومرزوق  في تصريحات عبر صفحته على "الفيس بوك" بأن «التهدئة التي تنتهي منتصف الليلة القادمة قد لا تجدد لمرة ثالثة، مؤكدا ان الوفد لن يتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني».

واضاف أن «نتنياهو أسير للتناقضات الداخلية، فقد خاض الحرب بشقيها الجوي والبري وخسرهما، ولم يحقق أهدافه التي وضعها لنفسه».  وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني عاد من مشاوراته، ودراسته للورقة المصرية، وسيلتقي اليوم الاثنين بالجانب المصري.

في ذات السياق، قال قيس عبد الكريم عضو الوفد الفلسطيني بالقاهرة في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول إن إسرائيل اقترحت تعديلات "سيئة وغير مقبولة" على الورقة المصرية، لافتا إلى أنه لم يتم تحقيق تقدم في المجادثات التي أجريت يوم أمس. وكشف أن نزع سلاح المقاومة أبرز التعديلات الإسرائيلية المقترحة على الورقة المصرية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن عدد من الوزراء الإسرائيليين قولهم أن نتنياهو لن يوافق على اتفاق لايضمن المصالح الأمنية الإسرائيلية بشكل صريح.

واستكملت الأحد في القاهرة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والتي تعقد برعاية مصرية من أجل التوصل الى إتفاق دائم لوقف اطلاق النار في غزة. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صباح أمس، الأحد:"إذا كانت حماس تعتقد أن بمقدورها التغطية على خسارتها العسكرية من خلال إنجاز سياسي فهي مخطئة، فطالما لم يعد الهدوء فإن حماس ستواصل تلقي الضربات القاسية".

الساعات القريبة ستكون حاسمة نحو فشل محادثات القاهرة نتيجة لقرار إسرائيلي مسبق، وتعقد حكومة نتياهو الآمال على قرار أممي لوقف الحرب يتماشى مع رؤيتها لوقف إطلاق النار، لكن في غضون ذلك ستجدد الحرب، وقد تحمل مفاجآت لم تخطر على بال رئيس الحكومة الإسرائيلية.

 

ثمن تدخل نتنياهو في الانتخابات الأميركية

حذر كبير المحللين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، اليوم الاثنين، من أن إسرائيل ستدفع ثمن تدخل رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات الأميركية ووقوفه ضد الرئيس باراك أوباما والحزب الديمقراطي ودعم خصومهم الجمهوريين.

وأشار برنياع إلى أن مسؤولين أميركيين تدخلوا في الانتخابات الإسرائيلية وأن مسؤولين إسرائيليين تدخلوا في الانتخابات الأميركية، وأن البادئة كانت من الولايات المتحدة عندما دعمت مؤسس إسرائيل ورئيس حكومتها الأول، دافيد بن غوريون، ضد خصمه مناحيم بيغن.

وأضاف برنياع أن إسحق رابين حاول مساعدة الرئيس جيرالد نيكسون من أجل إعادة انتخابه، في العام 1972، فيما حاول الرئيس بيل كلينتون مساعدة شمعون بيرس للوصول إلى رئاسة الحكومة في العام 1996.

وتابع أن نتنياهو سعى إلى مساعدة العديد من المرشحين لمجلس الشيوخ، وكانت آخر هذه المساعدات عندما دعم منافس أوباما، ومرشح الحزب الجمهوري، ميت رومني، في انتخابات الرئاسة عام 2012. وكان نتنياهو قد استقبل رومني بحفاوة بالغة في إسرائيل عشية هذه الانتخابات.

ولفت برنياع إلى أن انتخابات للكونغرس ستجري بعد شهرين، وسيجري خلالها انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وأن هذه الانتخابات قد تسفر عن فقدان الحزب الديمقراطي الأغلبية في الكونغرس وتؤدي إلى سيطرة الحزب الجمهوري، وفي حال حدوث ذلك فإن أوباما سيتحول إلى "بطة عرجاء" وسيسعى الجمهوريون إلى إفشاله.

وأضاف أن انتخابات الكونغرس هي الآن الشغل الشاغل للمؤسسة السياسية الأميركية، "وأي حدث، من غزة إلى الموصل، ومن كييف إلى القاهرة، يقاس بموجب تأثيره على نتائج الانتخابات في تشرين الثاني المقبل. وبالنسبة لأوباما فإن هذا صراع على الحياة والموت. وكذلك الأمر بالنسبة لخصومه".

وكتب برنياع أن "البيت الأبيض ينظر إلى نتنياهو على أنه جندي في خدمة الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري. وقد توصلوا منذ زمن طويل إلى الاستنتاج بأنشيلدون أدلسون، الذي استثمر 100 مليون دولار في محاولة إسقاط أوباما، لا يعمل لدى نتنياهو وإنما نتنياهو يعمل لديه... وكل ما يصدر عن إسرائيل يعتبر محاولة لتخريب احتمالات انتخاب المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة".

وأضاف أن "المشكلة هي أن نتنياهو تحول إلى عدو سياسي داخلي للرئيس وحزبه".

ووصف برنياع تدخل نتنياهو في الانتخابات الأميركية بأنه "خلل تاريخي" لأن هذا التدخل يضع إسرائيل خارج الإجماع الأميركي لأول مرة منذ خمسينيات القرن الماضي.

وأضاف أن هذا التدخل هو "خلل عملي" أيضا، خاصة في حال محافظة الديمقراطيين على قوتهم وعلى الأغلبية في الكونغرس "وعندها سيذكرون في البيت الأبيض إلى أي جانب وقفت حكومة إسرائيل".

لكن برنياع رأى أنه حتى في حال خسارة الديمقراطيين لسيطرتهم في مجلس الشيوخ فإن "الرئيس الذي يفقد سيطرته في المواضيع الداخلية، سيركز على المواضيع الخارجية. هكذا فعل كثيرون من أسلافه. وستلتقي إسرائيل مع أوباما ثانية، وهذه المرة سيكون اللقاء مع رئيس جريح. وقد حصل لنا أمر كهذا في الماضي مع أحد الرؤساء، وهو جيمي كارتر" الذي يعتبر في إسرائيل أكثر رئيس أميركي مناوئ لسياستها. 

  كلمات مفتاحية