استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فقاعة القروض العالمية.. متى تنفجر؟

الخميس 30 سبتمبر 2021 07:33 ص

فقاعة القروض.. متى تنفجر؟

إذا تجاوز الدين العام 100% من الناتج المحلي العام فذلك أزمة حقيقية

التنافس الشرس وغير العادل هو سيد الموقف، لذلك، فالتساؤل ليس: هل ستنفجر فقاعة الديون؟ وإنما هو: متى ستنفجر؟

عدم تمكّن الولايات المتحدة من سداد ديونها سيفقِر ملايين الأميركيين أي باختصار إمكانية انهيار الاقتصاد الأميركي والذي سيجر معه الاقتصاد العالمي.

ديون الدول الصناعية تفوق القدرات المالية لكافة الدول ومؤسساتها المالية والمصرفية مما ينذر بخطر انهيار الاقتصاد العالمي في حالة انفجار الفقاعة.

ارتفاع حجم الديون الحكومية في 2020 بنسبة 12.5% لتصل 80 تريليون دولار مقارنةً بعام 2019 مما يمثل 95% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم.

ارتفاع "إجمالي" الديون الحكومية والخاصة في 2020 9.3% لتصل 281 تريليون دولار مقابل 257 تريليون في 2019 أي 355% من الناتج المحلي العالمي.

لما وصلت نسبة ديون اليونان 140% بالأزمة الأخيرة انهار الاقتصاد وانتشرت البطالة وفُقدت الودائع وساد ركود اقتصادي ما استدعى تدخل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.

*     *     *

لا زالت كرة ثلج الديون العالمية تتدحرج غير عابئة بالتغير المناخي الذي ساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض! وقد أشار تقرير لمعهد التمويل الدولي إلى ارتفاع حجم الديون الحكومية في العام الماضي بنسبة 12.5% لتصل 80 تريليون دولار، مقارنةً بعام 2019، وهو ما يمثل 95% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم.

كما أن ارتفاع إجمالي الديون الحكومية والخاصة بنسبة 9.3% لتصل 281 تريليون دولار، مقابل 257 تريليون خلال نفس الفترة، وهو ما يمثل 355% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

.ومن المعروف في الحسابات القومية أن المعدل المقبول لنسبة الدين العام للناتج المحلي الإجمالي يجب أن لا تتجاوز 60%، وهو الوضع الذي يتيح التعامل مع القروض، إذ إن تجاوز ذلك ينبه إلى أن الاقتصاد يسير في اتجاه مصاعب ربما لا يمكن تداركها.

أما إذا ما تجاوز نسبة 100%، فإن ذلك يعني وجود أزمة حقيقية، فعندما وصلت نسبة الديون إلى 140% بالنسبة لليونان على سبيل المثال، أثناء الأزمة المالية الأخيرة، انهار الاقتصاد وانتشرت البطالة وفقد المدخرون ودائعهم وساد الركود الاقتصادي، مما استدعى تدخل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، حيث تم ضخ ما يقارب 400 مليار يورو ساهمت في إنقاذ الاقتصاد اليوناني الذي تعافى من جديد بعد ثلاث سنوات، وهو يسير الآن في الطريق الصحيح.

مشكلة الديون العالمية تختلف تماماً عن مشاكل الديون على مستوى كل دولة، فعملية الإنقاذ هنا غير متاحة، على اعتبار أن نسبة الديون مرتفعة جداً، كما أنها تطال أكبر اقتصادات العالم!

إذ إن أكبر الدول المدينة في العالم هي الولايات المتحدة التي تبلغ ديونها السيادية 23 تريليون دولار وبما يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي، تليها بريطانيا وفرنسا، حيث تحتل الدول الصناعية المراكز العشرة الأولى، مما يعني أن مسألة الإنقاذ هنا غير واردة تماماً..

فحجم الديون سيفوق القدرات المالية لكافة الدول ومؤسساتها المالية والمصرفية، مما ينذر بخطر انهيار الاقتصاد العالمي ككل في حالة انفجار الفقاعة.

ولنأخذ على سبيل المثال وضع الديون لأكبر اقتصاد عالمي، فالولايات المتحدة واجهت قبل سنتين مشكلة تمويل الموازنة الاتحادية والتخلف عن التسديد إذا لم يوافق الكونغرس على رفع سقف الدين العام.

وهو ما تم بالفعل في الرمق الأخير، حيث عادت هذه المشكلة من جديد الآن، فالحكومة الأميركية ستكون غير قادرة على تمويل أنشطتها في شهر أكتوبر القادم، بما في ذلك دفع الرواتب والإعانات الاجتماعية وسداد الديون إذا لم يوافق الكونغرس من جديد على رفع سقف الدين العالم والذي وصل إلى مستويات خطيرة.

علماً بان الكونغرس رفض بداية الأسبوع الجاري رفع السقف. وبالتأكيد سيوافق الكونغرس على عملية الرفع في نهاية المطاف، إذ لا يوجد بديل لذلك، فالبديل حددته وزيرة الخزانة «جانيت يلين» قائلة إن ذلك سيؤدي لرفع معدلات الفائدة وتراجع أسعار الأسهم بشكل حاد وحدوث اضطرابات مالية.

كما أن عدم تمكّن الولايات المتحدة من سداد ديونها سيفقِر ملايين الأميركيين.. أي باختصار إمكانية انهيار الاقتصاد الأميركي والذي سيجر معه الاقتصاد العالمي.

كما أن بنك الاحتياط الفيدرالي سيضغط على زر الحاسوب ليضيف تريليونات أخرى من خلال طباعة مزيد من الدولارات. لكن السؤال المهم هنا هو: إلى متى ستستمر هذه العملية؟ الذي نعرفه جيداً هو أنها لن تستمر إلى ما لا نهاية، كما أنه لا توجد حلول سحرية.

فالاقتصاد العالمي، وبالأخص الأميركي أدمن القروض إلى درجة مخيفة، وهو ما ينذر إما بانهيار اقتصادي شامل، وإما بحروب متعددة الأطراف وذات طابع عالمي للخروج من مآزق الديون والأزمة الاقتصادية التي ستترتب عليه، كالحروب التي أعقبت أزمات ذات طابع عالمي.

ومع ذلك هناك بصيص أمل للخروج من هذا النفق يكمن في إمكانية التعاون والتنسيق الدولي، إلا أن الأمور في هذا الجانب تسير في الاتجاه المعاكس. فالتنافس الشرس وغير العادل هو سيد الموقف، لذلك، فإن التساؤل ليس: هل ستنفجر فقاعة الديون؟ وإنما هو: متى ستنفجر؟

* د. محمد العسومي خبير ومستشار اقتصادي

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

فقاعة القروض، أزمة الديون السيادية، بريطانيا، فرنسا، أميركا، الدول الصناعية، بنك الاحتياطي الفيدرالي، الكونغرس، سقف الدين،