معهد أمريكي: الحوثيون فقط هم القادرون على هزيمة الحوثيين

الجمعة 1 أكتوبر 2021 06:23 م

على مدى سنوات، قللت الحكومات والمحللون من قدرات الحوثيين، بالرغم أن الحوثيين قاتلوا عددًا من المنافسين المجهزين بشكل جيد طيلة عقدين من الزمن. وتورطت السعودية في سوء التقدير منذ أن قررت إطلاق "عملية عاصفة الحزم" في مارس/آذار 2015.

وما كان من المفترض أن يكون نجاحًا سريعًا ضد عدو "ضعيف" وسيئ التجهيز، تحول إلى مستنقع منذ 6 سنوات. وبدلاً من هزيمة الحوثيين، فقد دفعتهم الحرب التي تشنها السعودية إلى التطور إلى قوة قتالية أكثر كفاءة وقدرة. والآن تقترب الحرب من النهاية بسرعة.

وخلال معظم الأشهر الثلاثة الماضية، استولى الحوثيون على الأراضي التي كانت تحت سيطرة القوات المتحالفة مع الحكومة الشرعية. وعزز الحوثيون وحلفاؤهم القبليون سيطرتهم على جزء كبير من محافظة البيضاء جنوب مأرب. وفي الوقت نفسه، سيطر الحوثيون على مناطق رئيسية في محافظة شبوة المجاورة الغنية بالغاز. واستولى الحوثيون على معظم المناطق المرتفعة حول مدينة مأرب التي تعد العاصمة الفعلية لقوات الحكومة اليمنية.

وبالرغم من المقاومة الشرسة من بعض القبائل التي تتخذ من مأرب مقراً لها والتي تدعم - بدرجات متفاوتة – الحكومة المعترف بها دوليا، فقد توغلت قوات الحوثيين نحو الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.

وفي 23 سبتمبر/أيلول، نجح الحوثيون في استهداف قاعدة الخشنة العسكرية بالصواريخ. وكان هناك هجوم بري في أعقاب الهجوم الصاروخي في 26 سبتمبر/أيلول. وتعد قاعدة الخشنة، الواقعة جنوب مدينة مأرب في منطقة الجوبة، نقطة إعادة إمداد حيوية للحكومة المعترف بها دوليا والقوات المدعومة من السعودية. بالتزامن مع الهجوم على القاعدة العسكرية، أطلق الحوثيون أيضًا صواريخ على أهداف داخل مدينة مأرب. وكان منزل محافظ مأرب "سلطان العرادة" أحد المواقع التي دمرتها صواريخ الحوثيين.

وخارج حدود اليمن، يستخدم الحوثيون الهجمات بطائرات بدون طيار والصواريخ الأكثر تطوراً للضغط على السعودية. وفي أغسطس/آب، استهدف الحوثيون مطار أبها في منطقة عسير السعودية. وأدى الهجوم، الذي شُنّ بصاروخ وعدة طائرات مسيرة، إلى إصابة 8 أشخاص وإلحاق أضرار بطائرة تجارية متوقفة.

وفي 4 سبتمبر/أيلول، شن الحوثيون هجومًا صاروخيًا على هدف في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية. وقطع الصاروخ، الذي يزعم السعوديون أنهم اعترضوه، أكثر من ألف كيلومتر من موقع إطلاقه داخل شمال اليمن.

تظهر هذه الهجمات إلى جانب الهجمات الأخيرة على أهداف في مأرب أن الحوثيين يواصلون تطوير صواريخ وطائرات بدون طيار أكثر دقة وذات مدى أطول، وذلك بدعم من إيران.

وبينما تعترض الدفاعات الجوية السعودية معظم هذه الطائرات بدون طيار والصواريخ، فإن تكلفة ذلك باهظة. فالطائرات بدون طيار والصواريخ التي صنعها الحوثيون منخفضة التكلفة مقارنة بما تضطر السعودية لإنفاقه على الدفاع الجوي. وستزداد هذه التكاليف وعمليات الاعتراض الفاشلة التي لا مفر منها مع تطوير الحوثيين لطائرات بدون طيار وصواريخ أكثر تطوراً.

وفي حين أن استخدام الحوثيين للطائرات بدون طيار والصواريخ هو جزء أساسي من استراتيجيتهم للانتصار في اليمن، إلا أنها بعيدة كل البعد عن كونها أساسية لنجاح الحوثيين بشكل عام حيث يعطي الحوثيون الأولوية للتفاوض المحلي داخل اليمن. وتدرك قيادة الحوثيين أن التسويات المحلية هي المفتاح لكسب الحلفاء القبليين. وبدون هذه التحالفات القبلية، لا يمكن لمجموعة واحدة السيطرة على شمال اليمن أو اليمن ككل.

ويعتبر الانتصار دون قتال أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية الحوثيين. ومع ذلك عندما تفشل المفاوضات يسارع الحوثيون إلى شن هجمات برية حاسمة تليها المزيد من المحاولات للتفاوض. ويتمثل نهج الحوثيين في معظم أنحاء اليمن في تقديم الجزرة، ثم العصا، ثم الجزرة الأخرى، وأخيراً الهراوة.

وقد ساعد هذا النهج، جنبًا إلى جنب مع الفطنة العسكرية للحوثيين، في جعلهم القوة السياسية والعسكرية الأكثر ردعا في اليمن. وقد كافح خصمهم الأساسي، الحكومة المعترف بها دوليا والتحالف الفضفاض من الجماعات القبلية والسياسية التي تدعمها، لهزيمة الحوثيين في ساحات القتال حول مأرب وأماكن أخرى بالرغم أن العديد من هذه الجماعات يتم تمويلها وتجهيزها وتدريبها بشكل جيد من السعودية التي تقدم أيضا دعما جويا وثيقا.

وتمامًا مثل الدعم الأمريكي للحكومة الأفغانية السابقة، أدى التدفق غير المنضبط للأموال والأسلحة من السعودية إلى وكلائها في اليمن إلى تعزيز التبعية والفساد المستشري وعدم الكفاءة. ونادرًا ما ينتج عن نهج التمويل المفتوح ودعم الحلفاء والوكلاء إنشاء حكومات وجيوش دائمة. هذا هو الحال بشكل خاص عندما تواجه هذه الحكومات والقوات عدوًا حازمًا قادرًا عسكريًا ومتجذرًا بعمق في النسيج الاجتماعي والثقافي للبلد.

ولا يعني ذلك أن الحوثيين لا يعانون أيضًا من الفساد وعدم الكفاءة لكن هامش الخطأ لجماعات مثل الحوثيين وطالبان ضيق. وهم كذلك إذا ارتكبوا الكثير من الأخطاء، أو إذا استمروا في ارتكاب نفس الأخطاء، فسيتم هزيمتهم على يد أعدائهم الأفضل تجهيزًا والأفضل تمويلًا.

الآن، اقتربت نهاية اللعبة بالنسبة للحكومة المعترف بها دوليا حيث يتفاوض الحوثيون، وفقًا لاستراتيجيتهم، مع القبائل بينما يواصلون المضي قدمًا عسكريًا.

في الوقت نفسه، تعمل الحكومة السعودية على تقليل دعمها للحكومة المعترف بها دوليا وحلفائها. وقد اتسعت الشقوق في التحالفات القبلية التي تدعم قوات الحكومة الشرعية. ويعرف زعماء القبائل أن الحكومة المعترف بها دوليا أضعف من أي وقت مضى ويستعدون لتأمين مصالحهم ومصالح ناخبيهم قبل ما يعتقد الكثيرون أنه انتصار وشيك للحوثيين في مأرب.

ليس هناك شك في أن الحوثيين سوف يسيطرون على محافظة مأرب. قد تحدث مثل هذه السيطرة في غضون 6 أيام أو6 أشهر، ولكن بغض النظر عن وقت ذلك، فإنها ستكتب النهاية الفعلية للحكومة اليمنية.

بعد 6 سنوات من الحرب في اليمن، هناك أمل ضئيل في أن تهزم أي قوة داخل اليمن أو خارجه الحوثيين عسكريًا. ومثل حركة طالبان في أفغانستان، يمكن للحوثيين وحدهم هزيمة الحوثيين. وفي مرحلة ما في المستقبل القريب، سيتعين على الحوثيين التحول من القتال الحربي إلى الحكم الحقيقي وتقديم الخدمات والفرص الاقتصادية والأمن لأولئك اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم. وإذا فشلوا في تحقيق ذلك، وهو أمر مرجح، فإن مهاراتهم العسكرية لن تنقذهم.

المصدر | مايكل هورتون/ ريسبونسبال ستيتكرافت – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحوثيون الحكومة اليمنية التحالف السعودي مأرب القبائل اليمنية العلاقات السعودية اليمينية

مصادر عسكرية: 67 قتيلا في المعارك بين الحوثيين والقوات الحكومية بمأرب

الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة تجسس أمريكية في مأرب اليمنية

رويترز: الحوثيون في اليمن يقتربون من مأرب