هل يمكن أن تعود عائلة القذافي لحكم ليبيا؟

الجمعة 1 أكتوبر 2021 10:43 ص

عندما واجه الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" قبل 10 سنوات، نهاية مروعة بعد 42 عاما في السلطة، لم يعتقد أحد أن فردا من عائلته قد يعود لحكم البلاد مرة أخرى.

فبعد نجاح الثورة الليبية في 2011، تعرض أبناء "القذافي" للقتل أو السجن، فيما فر بعضهم إلى الخارج.

وكان مصير "سيف الإسلام"، ثاني أكبر أبناء "القذافي" سنا وأكثرهم نفوذا، الوقوع بقبضة الثوار؛ حيث تم سجنه، فيما وجهت له المحكمة الجنائية الدولية لائحة اتهام.

وفي عام 2015، قضت محكمة في طرابلس غيابيا بإعدام "سيف الإسلام" في اتهامات بارتكاب "جرائم حرب تتضمن قتل محتجين" خلال الثورة.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية، في حينه، إن المحاكمة لم تفِ بالمعايير الدولية.

لكن بحسب مجلة "ذا إيكونوميست"، قد يتغير المزاج الوطني؛ حيث ينظر العديد من الليبيين إلى عهد "القذافي" على أنه وقت استقرار مهما رغم وحشية النظام.

وترى المجلة أنه بعد عقد من الحرب الأهلية يبدو الآن أن "سيف الإسلام" قد يكون في طريقه للعودة إلى السياسة.

ويعتقد مراقبون أنه يستطيع التفاوض حول لوائح الاتهام التي لا يزال يواجهها في الداخل والخارج، وربما يُسمح له بالتنافس في الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام.

كما يعتقد البعض الآخر أنه يمكن أن يفوز.

ويشير الإفراج عن نجل "القذافي" الآخر "الساعدي"، الذي كان مسجونا بطرابلس منذ 2014، إلى أنه مناورة من الفصائل المسلحة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات.

ويؤكد هذا الإفراج أن عائلة "القذافي" لم تعد منبوذة، بحسب المجلة البريطانية.

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، التي التقت "سيف الإسلام" في مايو/أيار، لم يعد الأخير سجينا، لكنه يعيش كضيف بسجن تسيطر عليها مليشيا في الزنتان.

ويصر المؤيدون لـ"سيف الإسلام" على أنه يعيش بحرية وليس سجينا.

وقال "محمد الغدي"، الذي يدير المكتب السياسي لـ"سيف الإسلام" من ألمانيا: "إنه ليس قيد الإقامة الجبرية ... يمكنه أن يأتي ويذهب".

وأعلن المجلس الرئاسي في ليبيا، الإثنين، رسميا انطلاق مشروع المصالحة الوطنية في البلاد، بعد قرارات الإفراج عن عدد من مسؤولي نظام "القذافي".

عائلة "القذافي" لم تقل كلمتها

وذكر "سيف الإسلام" لـ"نيويورك تايمز" أن عائلة "القذافي" لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، مضيفا أنه أصبح الآن "رجلا حرا" ويخطط لعودة سياسية.

وأضاف أنه يريد "إحياء الوحدة المفقودة" في ليبيا بعد عقد من الفوضى، ولمح إلى احتمال الترشح للرئاسة.

وقال "الغدي" إن "سيف" يفكر في دخول السباق، مضيفا: "لا يوجد سبب يمنع القذافي من قيادة ليبيا مرة أخرى".

كما ذكرت "أليس جاور" من شركة "أزور استراتيجي"، وهي شركة استشارية في لندن: "يأتي سيف الإسلام في وقت تحتاج فيه السياسة الليبية إلى منقذ".

ويسعى أنصار "القذافي" إلى استمالية الليبيين من خلال نشر خطاب إعلامي مثير يتحدث عن أن عهد "القذافي" كان "العصر الذهبي للبلاد".

وترى "ذا إيكونوميست" أنها رسالة قد يتردد صداها بين الليبيين المحبطين؛ فرغم ضخ 1.2 مليون برميل من النفط يوميا، إلا أن الكهرباء تقطع لساعات متتالية.

كما أن التضخم آخذ في الارتفاع.

وبالنسبة لمعظم سكان ليبيا، البالغ عددهم 7 ملايين نسمة، فإن الازدهار والأمن، ناهيك عن الديمقراطية، سراب بعيد المنال.

وقالت المجلة البريطانية إن الحكومة التركية ليست الوحيدة التي قد تفكر في السماح لعائلة "القذافي" بالعودة إلى المعركة، بل ربما تفكر روسيا في ذلك.

كما أن الإمارات ومصر تبحثان عن بديل لقائد قوات جيش طبرق "خليفة حفتر" بعد فشله في السيطرة على طرابلس.

وتضيف المجلة أنه في خضم المناورات الجيوسياسية التي تشهدها ليبيا والخلافات حول الانتخابات، وخلافات الفصائل المتناحرة، قد يتسلل القذافيون مرة للمعركة.

صعب جدا

في المقابل، استبعد المحلل السياسي "فرج دردور"، في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" عودة رموز نظام "القذافي" للحياة السياسية؛ لأن الشعب سيرفض ذلك.

واعتبر أن الليبيين لا يتذكرون حسنة واحدة لهذا النظام.

وأكد أن "سيف الإسلام: هو الوحيد الذي يتحدث عن العودة للسياسة رغم القضايا المحلية والدولية ضده.

كما رأى المحلل السياسي "خالد السكران"، في تصريحات لـ"الحرة" أن عودة "سيف الإسلام" للسياسة صعبة جدا؛ لأنه مطلوب على ذمة قضايا جرائم حرب محلية ودولية.

ولفت إلى أن "سيف الإسلام" يتمتع بشعبية، لكنها ليست كبيرة؛ لأنها تتركز في الشرق الليبي، بينما أغلب الغرب من مؤيدي ثورة فبراير.

ومن ثم فإن حظوظ الرجل ستكون ضعيفة حال ترشح للانتخابات؛ لأن الغرب يمتلك نسبة الأصوات الأكبر.

وفي وقت سابق، أعرب مساعد وزير الخارجية الأمريكية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى "جوي هود" عن اعتقاده بأن "كل العالم لديه مشكلة" في ترشح "سيف الإسلام".

وقال، لـ"الحرة"، إن"سيف الإسلام" "واحد من مجرمي الحرب، ويخضع لعقوبات الأمم المتحدة ولعقوبات أمريكية".

وأضاف: "من يترشح للانتخابات الرئاسية أمر يقرره الشعب الليبي، لكن نعم سيكون لدينا إلى جانب المجتمع الدولي الكثير من المشاكل إذا كان رجل مثله رئيسا لليبيا".

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

ليبيا القذافي سيف الإسلام حفتر مصر

بلومبرج: بوتين يسعى إلى تنصيب سيف الإسلام القذافي حاكما على ليبيا