كشف معلّق الشؤون العسكرية الإسرائيلي "ران إيدلست" أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد) الجديد "دفيد برنيع" أدخل جملة من "الإصلاحات" داخل الجهاز، تهدف إلى وقف الفساد وتقليص كبير في أنشطة الوحدات المتخصصة في الأنشطة العملياتية وتنفيذ عمليات الاغتيال.

وفي تحليل نشره عبر "فيسبوك"، ذكر "إيدلست" أن "برنيع"، الذي تولى قيادة الموساد منذ 4 أشهر، قلص الموارد المخصصة لشعبة العمليات المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال.

ويتجه أيضاً إلى تقليص أنشطة شعبة "تيفيل" المسؤولة عن إدارة اتصالات الموساد مع الدول الأجنبية، وتحويل جزء من أنشطتها إلى وزارة الخارجية، خاصة في ظل وجود وزير الخارجية الحالي "يائير لبيد"، الذي يتمتع بصلاحيات كبيرة، وسيتولى رئاسة الوزراء بعد أقل من عامين.

وأوضح أن تحولات كبيرة ستجري على حجم "الموساد"، وطابع أنشطته، في حال التوقيع على اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى، متوقعاً أن يضطر "الموساد" والجيش الإسرائيلي إلى الاستغناء عن الكثير من الخطط الهجومية التي بلورت بهدف إحباط المشروع النووي لطهران.

وتوقع "إيدلست" أن يستغني "الموساد" عن خدمات آلاف العاملين في صفوفه، في حال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ما سيوفر مليارات الدولارات من موازنة دولة الاحتلال.

ولفت إلى أن "برنيع" معنيّ بتغيير الواقع الذي كان قائماً في عهد سلفه "يوسي كوهين"، الذي أخضع الجهاز للاعتبارات الأيديولوجية والحزبية لرئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو"، وعمل على بناء علاقات خاصة مع الحكومات التي يسيطر عليها اليمين المتطرف في أوروبا.

وأشار إلى أن العمليات التي نفذها الموساد تحت قيادة "كوهين"، بموافقة "نتنياهو"، ضد المشروع النووي الإيراني، وتضمنت تصفية علماء ومسؤولين على علاقة بهذا المشروع وتفجير مؤسسات ومرافق مرتبطة به، تبين أنها غير ذات جدوى، بعد أن تحولت إيران فعلاً إلى دولة "على أعتاب قدرات نووية".

وشدد على أن عملية جلب الأرشيف النووي الإيراني، التي تباهى بها "الموساد"، تبيّن أنها بلا قيمة، لأن المواد التي جلبت تعلقت ببداية المشروع النووي الإيراني، ولا علاقة لها بالواقع الحالي.

وأكد "إيدلست" وجود الكثير من قضايا الفساد التي تعصف بالموساد، والتي يعمل الجهاز على عدم الكشف عنها، وعدم إطلاع العاملين فيه عليها، مشيراً إلى أن رئيس الجهاز السابق حرص على عدم التطرق إلى هذه القضايا.