طريق من مشهد الإيرانية إلى مكة.. تفاصيل المفاوضات الإيرانية السعودية الأخيرة

الثلاثاء 5 أكتوبر 2021 04:41 م

قالت مصادر إن مقترحا عراقيا بإنشاء طريق دولي من مدينة مشهد الإيرانية (المقدسة لدى الشيعة) ومكة المكرمة في السعودية، مرورا بمدينة كربلاء في العراق، لقي ترحيبا من مسؤولين إيرانيين وسعوديين، خلال جولة المحادثات التي جمعت بينهما، الشهر الماضي، في بغداد.

وتعد هذه الجولة من المفاوضات هي الأولى منذ أن تسلم الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" منصبه في أغسطس/آب الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن جولة المباحثات الأخيرة تمت على أرض مطار بغداد الدولي، وحضرها من الجانب الإيراني "علي شمخاني"، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، ومن الجانب السعودي حضر "عادل الجبير" وزير الدولة للشؤون الخارجية، بما يعني أن طهران قررت نقل هذا ملف التفاوض مع الرياض من وزارة الخارجية إلى مجلس الأمن القومي.

ووصف أحد المصادر الاجتماع بأنه كان "إيجابياً للغاية"، مضيفاً: "كان هناك خوف بعد توقف جولات الحوار بسبب انتقال السلطة في طهران، من فشل هذه المحادثات، لكن اللقاء الأخير أظهر أن كلا الجانبين مصمم على إعادة العلاقات"، بحسب ما نقله موقع "عربي بوست".

وأوضح مصدر عراقي أن اقتراح طريق "مشهد - مكة" جاء من طرف رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، والذي اقترح على الجانبين الإيراني والسعودي إنشاء طريق دولي سريع يربط بين مدينة مشهد الإيرانية ومكة المكرمة، ويمر من خلال مدينة كربلاء العراقية.

وأضاف: "هذا الطريق له دلالة كبيرة على عمق العلاقات"، فمدينة مشهد تعتبر واحدة من أهم المدن الدينية المقدسة لدى الشيعة داخل إيران وخارجها، فهي تضم الكثير من الأضرحة الشيعية، مثلها مثل مدينة كربلاء العراقية.

وبحسب المصدر السابق فإن كلا الجانبين الإيراني والسعودي أبديا حماسة تجاه هذا الاقتراح.

وعلى صلة بهذا الملف، قالت مصادر إن الوفد الإيراني طلب من نظيره السعودي عدم التضييق على الأقلية الشيعية في المملكة، والسماح لهم بأداء شعائر الحج في مدينة مشهد الإيرانية، دون تعرضهم للمضايقات الأمنية.

وأكدوا أن الوفدين ناقشا مسألة إعادة فتح السفارات بين البلدين، لكن الإيرانيين طلبوا من السعوديين أولا التوقف عن دعم المعارضة الإيرانية وتقديم أي دعم سياسي أو إعلامي أو مالي لها.

وحدد الإيرانيون منظمات بالاسم يقولون إنها تتلقى دعما سعوديا، مثل "جيش العدل"، ومقره في بلوشستان، جنوب شرقي إيران، ويمثل المعارضة السنية بالمنطقة، ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وفصائل المعارضة الأحوازية، وهي جماعات تنفذ عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية.

وأضافت المصادر أن إيران طلبت من السعودية أيضا وقف عمل القنوات والمواقع الإخبارية الناطقة بالفارسية، التي تمولها المملكة مباشرة، وأشهرها قناة "إيران إنترناشونال"، وأيضا وقف تمويل الصحفيين الأحوازيين المعارضين للنظام الإيراني، والمقيمين خارج إيران.

وفيما يتعلق بالملف اليمني، قالت المصادر إن الإيرانيين أعلنوا استعدادهم لإيجاد تسوية، شريطة عقد اتفاق "تسوية سياسية وتقاسم سلطة" بين الحكومة اليمنية الشرعية، التي تدعمها السعودية، والحوثيين، وذلك بحضور سعودي-إيراني.

وأوضح أحد المصادر أن القيادة العليا في طهران أطلعت الحوثيين على رغبة الرياض في إنهاء الحرب، والتفاوض مع القادة الحوثيين، الذين أبدوا استعدادهم الكامل لحل هذه المسألة، ومن المتوقع أن يكونوا طرفاً في المفاوضات الإيرانية السعودية في المستقبل القريب.

وعلق مصدر آخر على هذا الملف بالقول: "الإيرانيون والسعوديون اتفقوا على الخطوط العريضة لخارطة الطريق لحل مسألة اليمن، لكن باقي التفاصيل ستتم مناقشتها في عواصمهم، ثم طرحها مرة أخرى في الجولة المستقبلية".

أما الملف السوري، فقد اتفق الجانبان على أن يكون للسعودية دور في إعمار سوريا، وضخ استثمارات فيها، حيث تشير المصادر إلى أنّ الإيرانيين يمتلكون الضوء الأخضر من قبل رئيس النظام السوري "بشار الأسد" للتفاوض مع الجانب السعودي في مسألة إعادة إعمار سوريا، وبحث مسألة ضخ استثمارات سعودية في سوريا مستقبلاً.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإيرانية مفاوضات طريق سريع مدينة مشهد مكة