رحيل هشام ناظر.. أحد أبرز بيروقراطية "النفط" السعودية

الثلاثاء 17 نوفمبر 2015 06:11 ص

توفي أول أمس، هشام ناظر، والذي يفوق تاريخه في البيروقراطية السعودية وخططها التنموية، ودوره في القطاع النفطي السعودي والعالمي، أهمية منصبه الأخير، كسفير للسعودية في القاهرة في الفترة ما بين 2005 و2011.

فناظر تدرج في المناصب الحكومية، خاصة القطاع النفطي، منذ بداية الستينيات، حتى خلف الوزير السعودي القوي، والمثير للجدل، أحمد زكي يماني. ولا يمكن قراءة أدواره الدبلوماسية في أواخر وظائفه الحكومية إلا كحضور تكريمي له، لتتويج تاريخه الطويل في الحكومة السعودية.

لا يقل هشام ناظر أهمية عن أحمد زكي يماني، وهذا ما يراه الباحث الأميركي ستيفن هيرتوغ، أبرز الغربيين الدارسين لتاريخ البيروقراطية الحكومية في المملكة، حيث يضعه من ضمن أبرز ثلاث وزراء تنفيذيين سعوديين في فترة الازدهار النفطية.

في كتابة "أمراء، وسطاء، وبيروقراطيون: النفط والدولة في السعودية" يرى هيرتوغ، أن السعودية كانت بحاجة لتفويض العديد من الصلاحيات التنفيذية إلى بيروقراطيين، ذوي تأهيل عالٍ، غربي في مجمله (ناظر درس في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة) خاصة في الخطط الخمسية، تخطيطاً وتنفيذاً.

وفي سياق حديثنا، اعتبر هيرتوغ أهمية هشام ناظر (كوزير للتخطيط في السبعينات) في "صناعة السياسات الاقتصادية المحلية" مساوية لأهمية وزير النفط آنذاك، أحمد زكي يماني، ووزير المالية، محمد أبا الخيل، كأبرز قيادات تلك المرحلة اقتصادياً وتنموياً، والتي يطلق عليها محلياً في السعودية "مرحلة الطفرة" حيث بدأت آثار زيادة أسعار النفط بعد 1973 تؤثر في حياة السعوديين بشكل مباشر وحاسم، وتظهر معالمه تنموياً في البنية التحتية للمملكة.

أبرز المؤشرات على أهمية ناظر، هي الأدوار التي لعبها منذ الستينيات، والتي تعتبر من أهم الأدوار المؤثرة في الشأن الاقتصادي -البترولي في المملكة.

فقد عمل الوزير والسفير الراحل مع أحد أبرز الشخصيات النفطية العالمية في تلك الحقبة، أحد مؤسسي منظمة أوبك، الوزير السعودي عبد الله الطريقي. ومثل ناظر، الشاب آنذاك، السعودية في 1960 في اجتماعات فنزويلا، والتي كانت لتباحث مسائل النفط العالمية. كما مثل السعودية في اجتماعات تأسيس أوبك سنة 1961. ولاحقاً، عمل كمساعد لوزير النفط السعودي، أحمد زكي يماني، حتى 1968.

وكان ناظر أول سعودي يترأس مجلس إدارة أرامكو السعودية في 1988، عندما أصبحت ملكيتها كاملة للسعودية، بعد أن كانت مملوكة من شركات أميركية، ثم كانت ملكيتها تشاركية مع حكومة المملكة.

تدرج ناظر في العديد من المناصب الحكومية، ولعب دوراً مهماً في قيادة "الطفرة" الاقتصادية في السبعينات، من موقعه كوزير للتخطيط بين 1975 و1991، الوزارة التي استمر فيها لفترة من الزمن، على الرغم من توليه وزارة البترول والثروة المعدنية، خلفاً لأحمد زكي يماني، في الفترة ما بين 1986 و1995. بالإضافة إلى منصبه في أرامكو، والمرتبط بوزارة البترول.

كما ساهم ناظر في تأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع سنة 1975، لتكون نواة التركيز الحكومي على الصناعة في الخطط التنموية، ومحاولة تنويع مصادر الدخل منذ ذلك الوقت، لتصبح تجربة الهيئة في السعودية من التجارب الرائدة على الصعيد الحكومي، مع شركة سابك.

عُرف الراحل بعلاقته القوية بالملك السعودي الراحل، فهد بن عبد العزيز، تلك العلاقة التي أتاحت لناظر دوراً كبيراً في الحكومة السعودية، منذ تولي الأمير فهد (آنذاك) ولاية العهد في المملكة، منتصف السبعينيات.

أهمية هشام ناظر، وتاريخه، تفوق بكثير آخر صورة جماهيرية ظهر بها في 2011، عندما كان سفيراً للسعودية في مصر. حيث كان له حضور "جماهيري"، سلبي جداً، بعد مقطع يوتيوب شهير آنذاك، عُرف بمقطع "عندك حلول" عندما علق السفير الراحل بهذه الجملة على اعتراض امرأة سعودية على عدم فاعلية السفارة في إجلاء السعوديين خلال ثورة 25 يناير.

لاحقاً أصبحت عبارة "عندك حلول" متداولة وذات وقع ساخر، وأقيل ناظر من السفارة بعدها بمدة قصيرة، لتكون تلك آخر أدواره الحكومية، ونهاية خمسة عقود من العمل في أبرز القطاعات الحكومية في المملكة، النفط.

  كلمات مفتاحية

السعودية هشام ناظر أرامكو النفط أحمد زكي يماني عبد الله الطريقي محمد أبا الخيل

إصلاحات هيكلية يفرضها تراجع أسعار النفط

النفط والسياسة والاقتصاد