بني خداش.. مدينة حفظة القرآن في تونس

السبت 9 أكتوبر 2021 04:56 م

"مدينة حفظة القرآن".. هكذا يعرف التونسيون مدينة بني خداش، التي تقع في أعالي جبال الجنوب الشرقي، التي تخرج فيها مئات من حفظة كتاب الله.

حفظ القرآن الكريم عادة متوارثة عبر الأجيال في المنطقة، فقد بدأ الأهالي تحفيظ الفرقان لصغارهم منذ أكثر من قرن، قبل افتتاح المدارس الابتدائية في المنطقة، حيث كانوا يجتمعون في الجوامع والقصور الجبلية، ويحفظون القرآن باللوح وصمغ الخرفان الذي يكتبون به الآيات، لعدم توفر الطباشير آنذاك.

ومن أشهر الحفظة حينئذ "مبروك بن هلال" و"محمد البوبكري".

ومع مرور السنين وافتتاح المدارس والكتاتيب، ظلت عادة تحفيظ القرآن قائمة إذ حرصت بعض العائلات على تحفيظه لجميع أفرادها، بل صارت شبه منافسة في ما بينها بخاصة بعد استنشاق حرية الثورة حيث كان النظام السابق يتتبع الحفظة والأئمة.

وبفضل حفظ القرآن وتعليم أصول الدين، تنحدر من منطقة بني خداش شخصيات مهمة في هذا المجال، منهم الرئيس السابق للرابطة الوطنية للقرآن الكريم الشيخ "محمد البارودي"، ورئيس اتحاد علماء المسلمين بتونس "عبدالمجيد النجار"، الذي قال إن الفضل يعود لمدينته التي ينتهج سكانها حفظ القرآن حتى قبل ظهور المدارس.

وأضاف "النجار": "عرفت بني خداش بكثرة الكتاتيب وأنا شخصيا بدأت حفظ القرآن وتعلم أصول الدين منذ طفولتي هناك؛ فهي عادة متوارثة في منطقتنا شبه المعزولة".

وبالعودة إلى المدينة، التي مثلت قلعة نضال مهمة في حقبة الاستعمار الفرنسي، وتعرف بكثرة المعالم الأثرية على غرار القصور الجبلية والمعالم الدينية، فقد تخرج فيها قرابة 500 حافظ لكتاب الله بين نساء ورجال وأطفال.

ويتوزع أكثر من 400 إمام من أهل المنطقة على كامل محافظات تونس، فضلا عن زيادة الطلب على أئمة المدينة في رمضان.

لا يقتصر حفظ القرآن في بني خداش على الرجال فقط، بل يبلغ عدد حافظات القرآن من النساء 250 امرأة.

ولصغار المنطقة نصيب في الحفظ، فهم يبدعون في تجويد القرآن وترتيله وحفظه عن ظهر قلب وحتى إمامة الناس رغم صغر سنهم، على غرار الطفل "ياسين عثماني" (15 عاما) الذي قال إنه بدأ حفظ القرآن منذ سن العاشرة، وهو الآن يؤمّ الناس في الجامع بخاصة في صلاة التراويح في رمضان.

ولم يكن التقدم في السن حاجزا أمام عزم الخالة "منجية محظاوي" (63 عاما) التي حفظت الفرقان كاملا، كما أكدت ذلك "بفضل الله وبفضل المعلمات وزميلاتي تمكنت من حفظ كتاب الله، وقد زادني فطنة ونشاطا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس حفظة القرآن القرآن بني خداش

أول مفسر للقرآن إلى الأمازيغية: حفظته قبل تعلم العربية