استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لبنان وأميركا.. وترسيم الحدود البحرية

الأحد 10 أكتوبر 2021 06:03 ص

لبنان وأميركا.. وترسيم الحدود البحرية

كان محتوى الرسالة التي أعلنها رئيس الوزراء نفتالي بينيت أن «إسرائيل لا تنتظر لبنان، وقد بدأت التنقيب في حقل كاريش».

قررت حكومة إسرائيل وضع لبنان أمام خيارين: الترسيم والاستثمار المشترك وإما قيامها بالحفر والاستثمار وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء أو الحرب.

إسرائيل بدأت تنفيذ تهديدها باستثمار حقل «كاريش» الواقع بالمنطقة البحرية المتنازع عليها بعد منحها عقوداً لتقديم خدمات تقييم تنقيب آبار غاز ونفط لشركة «هاليبرتون» الأميركية.

تمسك وفد لبنان بموقفه وطالب مدعوماً بقيادة الجيش بإصدار مرسوم بتعديل المرسوم رقم 6433 واعتماد الخط 29 بدلاً من الخط 23 وزيادة المساحة المتنازع عليها وإيداعه الأمم المتحدة.

*     *     *

بعد فشل خمس جلسات من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بحضور الراعي الأميركي، والتي انتهت في مايو الماضي، نتيجة الخلاف على تحديد المساحة المتنازع عليها، حيث طالب المفاوض اللبناني بزيادتها من 860 كيلو متراً مربعاً إلى 2290 كيلو مترا مربعا، ورفض المفاوض الإسرائيلي الطلب، مدعوماً من الوسيط الأميركي ديفيد شينكر الذي نصح المفاوض اللبناني بتقاسم المكامن المشتركة، وإيجاد حل يسمح للطرفين بالاستفادة من تلك الموارد.

واستناداً لذلك قررت حكومة إسرائيل وضع لبنان أمام خيارين اثنين: إما الترسيم والاستثمار المشترك، وإما قيامها بمباشرة الحفر واستثماره، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء أو الحرب. لكن ماذا حصل بعد مضي خمسة أشهر؟

لقد تمسك الوفد اللبناني بموقفه، وطالب مدعوماً بقيادة الجيش، بإصدار مرسوم بتعديل المرسوم رقم 6433، لجهة اعتماد الخط 29 بدلاً من الخط 23 وزيادة المساحة المتنازع عليها، وإيداعه الأمم المتحدة.

وذلك حرصاً على حق لبنان وسيادته الوطنية على ثروته البحرية القومية. ورغم أن حكومة حسان دياب السابقة أعدت المرسوم الجديد، فإن الرئيس ميشال عون جمّده في أدراج مكتبه بعدما تبلغ من الجانب الأميركي بأن إصداره سيؤدي إلى نسف المفاوضات نهائيا.

أما إسرائيل فبدأت تنفيذ تهديدها باستثمار حقل «كاريش» الواقع في المنطقة البحرية المتنازع عليها، بعد منحها عقوداً لتقديم خدمات تقييم تنقيب آبار غاز ونفط لشركة «هاليبرتون» الأميركية.

وينص الاتفاق على حفر بين ثلاث وخمس آبار، داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان. وبذلك وجهت رسالة واضحة إلى حكومة لبنان بأن العودة للمفاوضات مشروطة بالتزامه الانطلاق من إحداثيات الخط 23 المعترف بها في الخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة.

وكان محتوى الرسالة التي أعلنها رئيس الوزراء نفتالي بينيت أن «إسرائيل لا تنتظر لبنان، وقد بدأت التنقيب في حقل كاريش». وفي خضم هذا الصراع، وما يدور حوله من صفقات استثمارية، جاء تعيين واشنطن للدبلوماسي أموس هوكشتاين مشرفاً على المفاوضات المرتقبة.

لكن في الوقت الذي تدعم فيه واشنطن إسرائيل لجهة تقاسم حصتها مع لبنان، فهي تؤكد حرصها على حقوق شركاتها الاستثمارية، لاسيما بعد الخسائر التي لحقت بشركة «نوبل إنيرجي» نتيجة انقلاب تل أبيب على اتفاقاتها معها بتخفيض سيطرتها على قطاع الغاز الذي تتقاسمه مع «ديلك» الإسرائيلية.

مع العلم أن الشركات الأميركية تتطلع للحصول على استثمارات في لبنان، وإن اقتصرت الاستثمارات النفطية حالياً على تحالف ثلاث شركات (توتال، إيني، ونوفاتيك).

ولا يستبعد المراقبون من أجل تحقيق ذلك، ربط التحرك الأميركي، مع مرونة واشنطن بالسماح بتزويد لبنان بالغاز المصري عبر الأردن وسوريا.

وكذلك مع وجود سفينة حربية أميركية في قاعدة بحرية لبنانية، وإجراء تدريبات تقنية، لضمان ودعم منصات النفط والغاز في المياه الإقليمية الاقتصادية.

* عدنان كريمة كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الاستثمار، أمريكا، الغاز الطبيعي، النفط، لبنان، حقل "كاريش"، هاليبرتون،