استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العمل الفلسطيني في الخارج.. ملاحظات مهمة

الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 03:56 م

العمل الفلسطيني في الخارج… ملاحظات مهمة

توسُع الانقسام إلى الخارج أخطر وأسوأ إفرازات الانقسام الداخلي الفلسطيني ففي الخارج لا يوجد سوى قضية فلسطينية واحدة.

أزمة إسقاط الانقسام الداخلي على الخارج ليست الوحيدة التي تواجه العمل الفلسطيني بالخارج بل ثمة معضلات وتحديات وملاحظات عديدة.

يؤدي التشرذم لخسارة متضامنين عرب وأجانب ممن لا يُحسنون التمييز بين أطراف الانقسام الداخلي ولا يجيدون قراءته ولا يعرفون مضمونه.

بعض العاملين لقضية فلسطين بالخارج يسقطون الانقسام الداخلي على أنفسهم فيقعون أسرى الانقسام بين فتح وحماس ويقسمون أنفسهم وجمهورهم ومؤيديهم بين من يؤيد طرف أو آخر.

يحتاج العمل الفلسطيني بالخارج مراجعة شاملة وخريطة طريق ومبادرة من رموز وقادة الجاليات الفلسطينية لعقد مؤتمر جامع يُناقش التحديات ويجري مراجعة نقدية لعملهم ودورهم والمطلوب منهم.

*     *     *

الخطأ الفادح الذي يقع فيه بعض العاملين من أجل قضية فلسطين في أماكن مختلفة من العالم، هو أنهم يقومون بإسقاط الانقسام الداخلي على أنفسهم، أي أنهم يقعون أسرى للانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس، ويقومون تبعاً لذلك بتقسيم أنفسهم وجمهورهم ومؤيديهم بين من يؤيد هذا الطرف أو ذاك.

توسُع الانقسام إلى الخارج، هو أحد أخطر وأسوأ إفرازات الانقسام الداخلي الفلسطيني، إذ في الخارج لا يوجد سوى قضية فلسطينية واحدة، وكل الجهود يجب أن تصبَ في صالحها.

ولا معنى لأي انقسام أو تباين، كما أن التشرذم يؤدي إلى خسارة الكثير من المتضامنين العرب والأجانب، ممن لا يُحسنون التمييز بين أطراف الانقسام الداخلي، ولا يجيدون قراءته ولا يعرفون مضمونه.

العمل الفلسطيني في الخارج لا يقل أهمية عن مقاومة الشعب الصامد في الداخل، كما أنه يؤثر في الرأي العام العالمي، ويكشف زيف إشاعات الاحتلال ويُفند أكاذيبه، ولذلك فالمشكلات التي تواجه هذا الحراك تؤدي بكل تأكيد إلى تعطيله، أو في أفضل الأحوال تؤدي الى إضعافه وتقليل نتائجه.

ومن المهم الإشارة أيضاً إلى أن الفلسطينيين في الخارج أكثر عدداً منهم في الداخل، ما يعني أن تقسيمهم سيؤدي إلى تفتيت الكتلة الأكبر من الشعب الفلسطيني، وهي الكتلة التي يُعوَّل عليها منذ 15 عاماً أن تساهم في إنهاء الانقسام، وتوحيد الصف الفلسطيني وأن تنجح في تجاوز المراحل الصعبة السابقة.

أزمة إسقاط الانقسام الداخلي على الخارج ليست الوحيدة التي تواجه العمل الفلسطيني في الخارج، وإنما ثمة العديد من المعضلات والتحديات والملاحظات التي يُمكن إيجازها في ما يلي:

أولاً: ثمة دور غائب أو محدود للسفارات الفلسطينية في أغلب عواصم العالم، حيث تحول الكثير من السفارات إلى مؤسسات بيروقراطية تقليدية مشابهة لشقيقاتها من السفارات العربية، وهذه كارثة حقيقية، إذ من المفترض أن تكون السفارات خلايا تعمل على مدار الساعة، وأن لا تتحول الى مكاتب لتجديد الجوازات وتصديق شهادات الميلاد. الدور الأهم والأكبر لهذه السفارات هو دعم الجاليات، وتوسيع قاعدة المتضامنين مع القضية الفلسطينية، والتعريف بها، وخاصة في الدول الغربية وعواصم صناعة القرار في العالم.

ثانياً: يُحاول البعض الاستفراد بالعمل الفلسطيني، وإقصاء الآخرين عنه، أو تحويله إلى نشاط حزبي صرف، وهذا يعني تقليل أعداد العاملين من أجل فلسطين، وحصرهم في أشخاص دون غيرهم، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية، والتأثير سلباً في العمل الفلسطيني في الخارج، والصواب هو أنه كلما زاد العاملون من أجل فلسطين، انتشرت رسالتهم وزاد تأثيرهم في المجتمعات التي يعيشون فيها. وليس شرطاً بطبيعة الحال أن يكون العاملون جميعاً تحت مظلة واحدة.

ثالثاً: تحاول بعض الأنظمة العربية الركوب على موجة العمل الفلسطيني، والاستفادة من كون فلسطين هي القضية المركزية للأمة، وهي مهوى أفئدة الشعوب، والمشكلة هنا هو أن بعض العاملين من أجل فلسطين في الخارج يتحولون تدريجياً إلى أبواق دعاية لبعض الأنظمة العربية المستبدة، وهنا لا بد من التذكير بأن لا مصلحة لفلسطيني في الترويج لأي نظام عربي، أو أي مسؤول سياسي، إذ أن الفلسطينيين أصحاب قضية مقدسة يؤمن بها كل الناس، ويجب تحييدها تماماً عن الاستقطابات السياسية في عالمنا العربي.

والخلاصة التي يجب الوصول إليها هنا هو أن العمل الفلسطيني في الخارج يحتاج الى مراجعة شاملة، ويحتاج الى خريطة طريق، وربما يحتاج الى مبادرة من رموز وقادة وناشطي الجاليات الفلسطينية في الخارج بأن يعقدوا اجتماعاً أو مؤتمراً جامعاً يُناقش التحديات التي تواجههم، ويتضمن مراجعة نقدية ذاتية لعملهم ودورهم وما هو المطلوب منهم.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين، العمل الفلسطيني، الانقسام، التأييد العالمي، السفارات، فلسطينيو الخارج، فتح، حماس، الجاليات الفلسطينية،