استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اليمن: صحوة مصالح

الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 04:11 م

اليمن: صحوة مصالح

هل هذه صحوة ضمير بأثر رجعي وطلب للصفح من شعب متسامح وليّن الأفئدة، أم أنها صحوة مصالح ومخاوف مشتركة؟

هل ما يزال الوقت أو الأرض متاحين أمام القوى اليمنية لإعادة ترتيب الصفوف، أم أنهم يخططون لحراسة الإسطبل بعد أن سُرق الحصان؟

وحدة الصف تبدأ بالاعتذار لمن يتصدون ببسالة لنيران الحوثيين والانخراط معهم كتفا بكتف بدلاً من الاعتماد الكلي على مقاتلات التحالف.

وحدة الصف لا تكون بوقف التراشق الإعلامي بل بالالتفاف وراء جنود يرابطون في الخطوط الأمامية منذ أشهر بدون أي مرتبات أو دعم مادي ومعنوي.

وحدة الصف الصادقة ستجعل الحوثي يدرك جيداً أن مشروعه يواجه مقاومة صلبة وساعتها سيفكر جدياً بالانضمام إلى الصف اليمني الشامل الذي لا مفر منه.

*     *     *

عندما كانت المعركة على تخوم صنعاء والفرصة سانحة للقضاء على انقلاب الحوثيين وإجبارهم على الانصياع لصوت السلام، انصرفت الحكومة اليمنية إلى مشاريعها الخاصة، ودشنت القوى المناهضة للانقلاب معارك جانبية لا وطنية، تاركة ملايين اليمنيين بين نارين.

واليوم، وبعد أن ترعرع الانقلاب الحوثي وتحوّل إلى مارد يبتلع المدن ويهدد الجميع؛ شرقاً وجنوباً وغرباً، تذكّر رفقاء السلاح سابقاً وحدة الصف وضرورة المعركة الوطنية الواحدة، كما اكتشفوا أن المشروع الإيراني في اليمن لا يزال على قيد الحياة، وأن الخلافات داخل صفوف القوى المناهضة للحوثيين، خطأ استراتيجي.

لا تفسير للحديث المكرر عن وحدة الصف اليمني خلال الأيام الماضية، سوى إدراك الأحزاب والقوى والمكونات السياسية أن نيران الانقلاب ستحرقهم جميعاً، ولن يكون هناك أي طرف في منأى من مصير ما تعيشه أحزاب وقبائل صنعاء التي تُساق مجبرة إلى فعاليات طائفية في ميدان السبعين وتصفق لما يقوله الحوثيون.

المصالح الضيقة هي من جعلت "الشرعية" والأحزاب تتذكر وحدة الصف. تفقد الحكومة أسلحتها السياسية ويتضاءل موقفها التفاوضي في محادثات السلام المحتملة مع تغيّر موازين القوى.

وفي اليومين الماضيين، كانت الضربة القاضية من السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، الذي قال إن السلام في اليمن بحاجة إلى قرار دولي جديد بدلاً عن القرار 2216 الذي يمنح الشرعية للرئيس عبدربه منصور هادي.

إذاً، الشرعية مهددة بالتلاشي، والأحزاب والجماعات وأمراء الحروب، مهددون بفقدان الأرض والإمبراطوريات التي تم تشييدها خلال سنوات الاسترخاء، ولن يكون بمقدور الجميع الحصول على وطن بدل المفقود لمواصلة المعركة الوهمية ضد الانقلاب.

يشعر المعسكر المناهض للانقلاب، أن مأرب لو سقطت بالكامل، لن تسدّ شره الحوثيين على الرغم من الثروات التي تكتنزها، وأن مدن الجنوب النفطية من شبوة إلى حضرموت وسواحل البحر الأحمر كاملة والبحر العربي، ستكون الهدف التالي، ولذلك تنبّه المنتمون لهذا المعسكر إلى أنهم يقفون على صفّ أعوج لا بدّ من توحيده.

حسناً، هل ما يزال الوقت أو الأرض متاحين أمام القوى اليمنية لإعادة ترتيب الصفوف، أم أنهم يخططون لحراسة الإسطبل بعد أن سُرق الحصان؟

إذا صدقت نوايا توحيد الصف، ربما يتم تدارك الموقف، ولكن وحدة الصف لا تكون بوقف التراشق الإعلامي، كما تقول البيانات الغريبة، بل بالالتفاف وراء جنود يرابطون في الخطوط الأمامية منذ أشهر بدون أي مرتبات أو دعم مادي ومعنوي.

وحدة الصف تبدأ بالاعتذار لمن يتصدون ببسالة لنيران الحوثيين، والانخراط معهم كتفا بكتف، بدلاً من الاعتماد الكلي على مقاتلات التحالف.

وحدة الصف الصادقة والتخلي عن المشاريع الانتهازية وحدها من ستوقف الحرب، ليس بهزيمة الحوثي، ولكنها ستجعله يدرك جيداً أن مشروعه يواجه مقاومة صلبة، وساعتها سيفكر جدياً هو الآخر بالانضمام إلى الصف اليمني الشامل الذي لا مفر منه.

 * زكريا الكمالي كاتب صحفي يمني

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الأزمة اليمنية، اليمن، الحكومة الشرعية، الحوثي، الحرب، وحدة الصف، قرار دولي،