استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أميركا.. حرب باردة على جبهتين!

الجمعة 29 أكتوبر 2021 01:09 م

أميركا.. حرب باردة على جبهتين!

استخدمت أميركا حلف «الناتو» لشن الحرب الباردة ضد روسيا وردعها بدل الأسلوب المباشر.

معضلة أميركا مع روسيا والصين أن واشنطن لا يمكنها أن تركز على الصين بينما تأمل ببساطة خروج روسيا.

هل يؤدي تطوير الصين للأسلحة لزيادة سباق التسلح؟ أم هي مزاعم أميركية تهدف فقط إلى إلقاء اللوم على الآخرين وتحويل الانتباه؟

لم تتوقف الحروب الباردة بل اشتعلت حربان باردتان على جبهتين بين أميركا وروسيا وبين أميركا والصين التي أزاحت اليابان عن قمة الاقتصاد العالمي.

الصين لا تبحث عن النفوذ السياسي بل عن النمو، وبلغة الاقتصاد، التي استطاعت أن تتحدى بها أميركا حتى أغاظتها وأدخلتها أتون تلك الحرب مع روسيا.

بين روسيا والصين علاقة مصالح إيجابية لكن من مصلحة أميركا ضرب المصالح الروسية والصينية ببعضها وفق اللعبة السياسية التي تجيدها الإدارة الأميركية.

يجب على أميركا النظر لروسيا كقوة ثابتة ومنافس أساسي بمجال الأسلحة النووية فموسكو وبكين شكلتا شراكة استراتيجية وتتبادلان الدعم لموازنة الضغط الغربي وتركيز الموارد على التنافس مع أميركا.

*     *     *

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، والعالم تتحكم فيه قوتان عظمتان، أميركا والاتحاد السوفياتي إلى أن حانت ساعة روسيا الاتحادية، فحلت أميركا قوة منفرة ومتفردة بالعالم بلا منافس حتى من الاتحاد الأوروبي.

انتهت الحروب الساخنة لكن مذاك لم تتوقف الحروب الباردة، بل اشتعلت حربان باردتان على جبهتين في آن، بين أميركا وروسيا التي قصت أجنحتها السوفياتية، والصين التي أزاحت اليابان عن عرش الاقتصاد العالمي في مدة قياسية لم تتعد ثلاثة عقود وحلت محلها في المرتبة الثانية بعد أميركا، وهو ما زاد الحرب زمهريرا.

أميركا في اشتباكها مع روسيا والصين في ذات الحرب، ليست على مسافة واحدة منهما، لأن المفارقات شاسعة والفروقات واضحة ومختلفة. أهم فرق جوهري أن الصين ليست دولة تبحث عن النفوذ السياسي وإن كانت تبحث عن النمو، وبلغة الاقتصاد، التي استطاعت أن تحدث بها أميركا حتى أغاظتها وأدخلتها أتون تلك الحرب مع روسيا.

روسيا سابقة والصين لاحقة، وبين الدولتين علاقة إيجابية وفقاً لمصلحة البلدين، إلا أن من مصلحة الولايات المتحدة ضرب المصالح الروسية والصينية ببعضها، وفق اللعبة السياسية التي تجيدها الإدارة الأميركية.

أميركا هنا استخدمت «الناتو» لشن الحرب الباردة ضد روسيا بدل الأسلوب المباشر، وهو ما جاء في كلمة أمين عام الحلف خلال اجتماعه بوزراء دفاع «الناتو» حيث أشار إلى أن ممثلي روسيا لدى «الناتو» لم يكونوا دبلوماسيين، بل عملاء مخابرات، وسحبنا اعتمادهم لنشاطاتهم الخبيثة. والقوة الصاروخية لروسيا تمثل تهديدًا لأمننا، وانسحاب بعثتهم من الحلف لا يساعد على الحوار.

و قد ردت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية على تلك الاتهامات حين ذكرت بأن (الحلف ليس لديه دليل يشير إلى تورط الموظفين المطرودين من البعثة الدبلوماسية الروسية في المنظمة في أي أنشطة خبيثة. ويجب إدراك أن «الناتو» دمّر العلاقات مع روسيا بشكل منهجي باختيار منطق الحرب الباردة).

نأتي إلى الصين التي صعدت بينما كانت أميركا مشغولة بالحرب الباردة مع روسيا، فالمتحدث باسم الخارجية الصينية يقول بأن المزاعم التي قدمتها أميركا بأن تطوير الصين للأسلحة سيزيد سباق التسلح تهدف فقط إلى إلقاء اللوم على الآخرين وتحويل الانتباه. فعلى أميركا التوقف عن إثارة ما تقول إنه «تهديد صيني» واستخدام الصين في إثارة المشكلات.

لقد حاولت أميركا مراراً إشراك الصين في القضايا الدولية، لكن بكين لم تقبل بذلك، لأن «طريق الحرير» همها وليس السياسة. لقد لخصت مجلة «فورين أفيرز» المعضلة الأميركية مع روسيا والصين عندما ذكرت بأن واشنطن لا يمكنها أن تركز على الصين بينما تأمل ببساطة خروج روسيا.

ويجب عليها النظر إلى روسيا بأنها قوة ثابتة، ولا تزال المنافس الأساسي للولايات المتحدة في مجال الأسلحة النووية. فموسكو وبكين شكلتا شراكة استراتيجية، حيث تتبادلان الدعم لموازنة الضغط الغربي، وتركيز مواردهما على التنافس مع أميركا.

* د. عبد الله العوضي كاتب إماراتي

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الحرب الباردة، أميركا، روسيا، الصين، السوفيات، الناتو، القوة الصاروخية، تنافس،