"اليوسفية" من مقبرة إسلامية إلى حديقة توراتية

تم صب كميات من الإسمنت على الجهة الغربية من المقبرة اليوسفية وواصلت منع الوصول إليها.

يقوم الاحتلال بتحويل جزء منها لحديقة توراتية كمشروع تهويدي حول أسوار البلدة القديمة وتنظيم مسار مستوطنين وسياح على رفات المسلمين المدفونين بها.

تواصل جرافات الاحتلال تجريف المقبرة وأحكمت السلطات الصهيونية قبضتها على المقبرة وأقامت سورا يفصل بين صرح الشهداء والمقبرة اليوسفية، وبوابة بمدخلها

*     *     *

تمضي الجرافات الصهيونية بتجريف المقبرة اليوسفية في القدس المحتلة، وذلك رغم سيل التنديدات والاستنكارات للحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية.

الجريمة الصهيونية الجديدة تعكس الحقد الصهيوني على كل معلم إسلامي في المدينة المقدسة، فرفات الأموات المسلمين لم تسلم منه.

ليس هذا فحسب، فما تقوم به سلطات الاحتلال يتنافى مع الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية، وهي لا تبالي في ذلك، فقد علو علوا كبيرا، وأصبحوا أكثر نفيرا، فلا يجرؤ أحد على انتقادهم.

تقول الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إن الاعتداء على المقبرة اليوسفية هو حلقة في سلسلة حلقات الاستهداف المتعمد والمبيّت للمقابر الإسلامية في غربي القدس ومدينة يافا، وهو مشروع صهيوني يستهدف طمس الهوية الفلسطينية واقتلاع كل ما هو عربي.

وتعتبر مقبرة اليوسفية إحدى أشهر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة، تقع على ربوة مرتفعة تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق بحوالي 35-40 مترًا.

وتلتقي حدودها مع الشارع العام المسمى (طريق أريحا)، والذي ينحدر جنوبا إلى أن يتقاطع مع الشارع الصاعد إلى باب الأسباط.

وتضم المقبرة قبورًا للعائلات الفلسطينية التي تعيش بمدينة القدس، ويقع شمال المقبرة صرح الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، لذلك سميت "مقبرة الشهداء".

وفي عام 2014، منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة 20 قبرًا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967.

وعلى مدار سنوات، تعرضت وما تزال إلى هجمة إسرائيلية ممنهجة، وعمليات حفر وتجريف، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل جزء منها إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.

وحسب الأنباء الواردة من القدس فقد واصلت جرافات الاحتلال الصهيوني لليوم الثامن عمليات التجريف، وقد أحكمت السلطات الصهيونية قبضتها على المقبرة، بعدما عملت على مدار أسبوع على تشييد سور يفصل بين صرح الشهداء والمقبرة اليوسفية، وبوابة على مدخلها، وصبت كميات من الإسمنت على الجهة الغربية منها، وواصلت منع الوصول إلى المقبرة.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني