استفتاء كاليدونيا.. الصين تهدف لطرد فرنسا من منطقة الهندي- الهادي

الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 01:01 م

حذر مراقبون فرنسيون من أن الصين تعمل على تقوية العلاقات مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين المحليين، من الساكنة الأصلية في كاليدونيا تحسبا لاستقلالها عن فرنسا وبالتالي ستسقط تحت نفوذ بكين.

ويقف الصراع على المستعمرة الفرنسية كاليدونيا الجديدة وراء التطورات التي تسجلها منطقة المحيطين الهندي- الهادي، وستشهد استفتاء على تقرير المصير خلال الشهر المقبل.

وهناك تخوف من سقوطها مستقبلا تحت هيمنة الصين، وتسعى الولايات المتحدة إلى الحيلولة دون وقوع هذا السيناريو وهو ما يفسر الاتفاق الثلاثي البحري "أوكاس" الذي جرى إعلانه يوم 15 سبتمبر/أيلول الماضي.

وتقع كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادي شرقي أستراليا، وتخضع للنفوذ الاستعماري الفرنسي.

واتفقت باريس مع الحركات الوطنية المطالبة بالاستقلال على إجراء سلسلة من استفتاءات تقرير المصير  للبت النهائي في الوضع القانوني لهذه المنطقة التي تعتبرها الأمم المتحدة ضمن الأقاليم التي لا تتمتع بالحكم الذاتي.

وصادقت الحكومة الفرنسية على إجراء استفتاء تقرير المصير الثالث يوم 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتطالب الحركة الوطنية بتأجيله إلى السنة المقبلة بسبب الأوضاع المترتبة عن جائحة كورونا، لكن باريس تصر على إجرائه.

وجرى استفتاء تقرير المصير الأول سنة 2018 وفاز الموالون لفرنسا بنسبة 56%، وتراجعت النسبة في استفتاء 2020 إلى 53%، وهناك تخوف حقيقي من فوز خيار الاستقلال عن فرنسا الشهر المقبل.

وتحاول فرنسا الحفاظ على كاليدونيا الجديدة لأسباب متعددة منها القرب من منطقة الهندي- الهادي التي ستصبح مركز التجارة العالمية مستقبلا، وبدأت تكتسب ذلك الآن.

ثم الموارد الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها، فمن جهة، تتوفر على احتياطات كبيرة من معادن كوبالت ونيكل الضرورية للصناعات الجديدة، وفق ما نقلته صحيفة "القدس العربي".

أيضا منطقة الاستغلال البحري الخاص بها وتصل إلى مليون ونصف مليون كلم مربع، أي المنطقة الاقتصادية الخالصة، وتشكل 13% من مجموع المنطقة الخالصة الاقتصادية التي تتوفر عليها فرنسا وتصل إلى 11 مليون ونصف مليون، وهي الأكبر في العالم وتتجاوز دول مثل الولايات المتحدة وروسيا بفضل الجزر التي تحتلها في عدد من مناطق العالم.

وصدر مؤخرا تقرير مقلق عن معهد الأبحاث الاستراتيجية للكلية العسكرية "إرسيم" في فرنسا، بعنوان "عمليات التأثير الصيني- لحظة ميكيافيلية"، يعالج التأثير الصيني في العالم ويركز على الكيفية التي اقتربت منها بكين من دعاة الاستقلال في كاليدونيا الجديدة والدعم الذي تقدمه لهم ثم الاستثمارات والتبادل التجاري مع هذه الجزر.

ويؤكد التقرير كيف تعمل بكين على تقوية العلاقات مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين المحليين، من الساكنة الأصلية في كاليدونيا تحسبا لاستقلالها وبالتالي ستسقط تحت نفوذها.

وتراهن الصين على جعل كاليدونيا تدور في فلكها لتحقيق هدفين رئيسيين، وهما: أولا، استغلال الثروات الطبيعية الهائلة من صيد بحري ومعدن النيكل، ثم الاقتراب من أستراليا ومحاصرتها تدريجيا وعزلها عن الولايات المتحدة.

وحققت الصين تقدما في هذه المنطقة بعدما أدمجت جزر رئيسية مثل غينيا بابوا وجزر السلمون وفانواتو بمستويات مختلفة في طريق الحرير.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

كاليدونيا الصين الهند فرنسا أستراليا أمريكا

كاليدونيا الجديدة تصوت بالرفض في استفتاء للاستقلال عن فرنسا