تركي الفيصل: هزيمة أمريكا بأفغانستان تنذر بتحولات كبرى في موازين القوى

الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 09:28 م

قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير "تركي الفيصل"، إن الولايات المتحدة وحليفها "ناتو"، هزما في أفغانستان، ما بدأ عصر "الارتباك الاستراتيجي"، الذي يؤشر على تحولات كبرى في موازين القوى العالمية.

ولفت في كلمته خلال المؤتمر السنوي الأول، الذي يعقده مركز "تريندز" للبحوث، في إطار استراتيجيته العالمية ورؤيته الاستشرافية لأمن الشرق الأوسط في عالم متغير، إلى أن منطقة الشرق الأوسط "هي الأكثر شعورًا بالارتباك الاستراتيجي الموجود على مستوى العالم".

وأضاف: "الارتباك الاستراتيجي سيطلق العنان لجميع القوى، مما سيقود إلى المزيد من الصراع والأزمات".

وأوضح "الفيصل"، أن "الفشل الغربي في أفغانستان وكذلك شبه الفشل في العراق، أدى إلى هزيمة القوى الكبرى وخصوصا أمريكا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهذا سيكون له أثر كبير على ما ستؤول إليه الأمور في أفغانستان، وفي بعض الأماكن الأخرى حول العالم".

ونبه إلى أن "هذا التحول خصوصا على مستوى دور أمريكا في العالم، سيؤثر على ميزان القوى".

وتابع: "حلفاء الولايات المتحدة والغرب عمومًا سيفكرون بعيدًا عن التحالفات معهم في مرحلة ما بعد افغانستان والعراق".

وزاد: "إذا تذكرنا فإن سقوط الاتحاد السوفييتي 1989 غير العالم والتطور الذي حدث مؤخرا أيضا في أفغانستان سيغير العالم وسنرى كيف سيحدث ذلك".

ولفت "الفيصل"، إلى أن "التطور الأخير في أفغانستان يعكس الارتباك الذي وقعت فيه أمريكا والغرب، وسيكون هناك العديد من التحديات التي سيشهدها هذا الجزء من العالم وخصوصا موجات الهجرة".

وأشار إلى أن "العالم سيواصل العيش في لحظات من الضبابية وعدم اليقين وخصوصا بعدما حدث خلال العقود الماضية".

واستطرد: "دعونا نأمل بأن ما حدث في أفغانستان لن يؤدي إلى انقسامات جيوسياسية والتحديات ومن بينها التراجع في القيم التي تخدم الأمن والاستقرار وهذ يقودنا إلى سياسة القوة، حيث كان هناك تنافس كبير بين القوى الكبرى على العديد من الموارد".

وحذر "الفيصل"، من أن استمرار الارتباك الاستراتيجي سيهدد التقدم الذي حققته الإنسانية خلال العقود الماضية.

ولفت السفير السعودي الأسبق في الولايات المتحدة، من أن الشكوك في دور واشنطن والتزاماتها تتراكم، بعد أن كانت القوة المهيمنة على مدى العقود السبعة الماضية.

وأضاف أن "التزام الولايات المتحدة مع حلفائها ليس بالضرورة وصفة لأمن والاستقرار في المنطقة لكن أمريكا يمكنها مساعدة الدول في المنطقة من أجل إقامة نظام جديد يخدم المصلحة العالمية ويرسي الأمن والاستقرار".

وتابع: "هناك حاجة إلى نظام إقليمي جديد في المنطقة، فهناك تكتلات متعددة وعلينا أن نتجاوز العثرات والعقبات وعلى الولايات المتحدة وباقي القوى أن تسهم في إقامة هذا النظام الإقليمي الجديد".

وزاد: "ليس هناك مبادئ واضحة وموحدة حول حل النزاعات في الشرق الأوسط ونحن نعرف أنه يجب أن ندير تلك الانقسامات والأزمات المباشرة وغير المباشرة دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وذلك من أجل أن نخلق ثقة بين الدول في الشرق الأوسط حتى تنخرط في خدمة ازدهار اقتصاد شعوبها".

واستطرد: "إذا فعلنا ذلك فإننا سنسهم في إقامة منطقة خالية من الأسلحة الخطيرة والمحظورة".

وحول العلاقات الأمريكية الخليجية، عبر "الفيصل"، عن ثقته بأن الإدارة الأمريكية الحالية لن تختلف عن الإدارات السابقة في تثمين العلاقات الأمريكية الخليجية.

وناشد الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، أن يزن بعناية أي خطوات يتخذها، والتي تؤثر على الرابط التاريخي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، وأن يبني عليها ليكون هناك هيكل أمني جديد للمنطقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركي الفيصل أفغانستان أمريكا الشرق الأوسط الناتو

أبعاد الهزيمة الأمريكية فى أفغانستان

بلومبرج: هزيمة أمريكا بأفغانستان أفرزت عدوا أشد شراسة لإيران