قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إن هناك "معركة" تدور حاليا بين واشنطن والرياض يبدو أن سوق النفط هو حلبتها، لكن الأمور قد تتجاوز هذا.

وأضافت الشبكة أن رفض الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، حتى الآن، التحدث مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، أثار حفيظة القصر الملكي في الرياض، الذي كان له حق الوصول غير المقيد تقريبا إلى البيت الأبيض خلال إدارة سلفه "دونالد ترامب".

وأكدت الشبكة أن الضغط الدبلوماسي الأمريكي متواصل على السعودية وبقية أعضاء تحالف "أوبك+" من أجل دفعها لزيادة إنتاج الخام وتهدئة الأسعار المشتعلة، لكن الأخيرة "لا تظهر أي بوادر على الانحناء".

وتطرق التقرير إلى خيارات الإدارة الأمريكية حيال ذلك، قائلة إن"بايدن" يمكن له إطلاق الاحتياطي الاستراتيجي  الأمريكي، وحث الدول الأوروبية والصين والهند كي يقوموا بنفس الإجراء لخفض أسعار النفط.

وبشكل عام، ترى "بلومبرج" أنه في حال تشبث "أوبك+" برفض طلب واشنطن بزيادة إنتاج الخام لخفض سعره، فإنها تكون قد بدأت حربا مفتوحة مع إدارة "بايدن".

وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتهم الرئيس الأمريكي "جو بايدن" السعودية بالتسبب في ارتفاع أسعار النفط عالميا؛ بسبب عدم سماحها بزيادة الإمدادات، مشيرا بشكل ضمني إلى أن أحد أسباب ذلك هو رغبة "بن سلمان" للضغط من أجل فتح حوار مباشر معه.

وربط "بايدن"، في حوار مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، ارتفاع أسعار النفط بـ"قلة العرض من تحالف أوبك+" و"الكثير من الأشخاص في الشرق الأوسط الذين يريدون التحدث معه"، على حد قوله.

وقال إن الارتفاع في الأسعار "مرتبط بمبادرة سياسة خارجية تتعلق بشيء يتجاوز تكلفة الوقود... وهذا بسبب حجب العرض من قبل أوبك+".

وأضاف: "هناك الكثير من المفاوضات، وهناك الكثير من الأشخاص في الشرق الأوسط الذين يريدون التحدث معي، لست متأكدا من أنني سأتحدث معهم. لكن النقطة المهمة هي أن الأمر يتعلق بإنتاج الوقود. ومع ذلك، هناك أشياء يمكننا القيام بها في هذه الأثناء".

والثلاثاء الماضي، جدد الرئيس الأمريكي اتهامه لدول "أوبك+" بالتسبب في قفزة أسعار النفط والبنزين، على خلفية رفضها ضخ المزيد من الخام.

وقفزت أسعار برنت أكثر من 60% منذ بداية 2021 وسجلت أعلى مستوى في ثلاثة أعوام عند 86.70 دولار الأسبوع الماضي مع تعافي الطلب العالمي وتحرك تحالف "أوبك+" ببطء في إنهاء تخفيفات إنتاجية قياسية.

وتضغط الدول المستهلكة على "أوبك+" لعمل المزيد لتهدئة السوق، لكن من المتوقع أن يتمسك التحالف في اجتماعه يوم الخميس بخطته لزيادة شهرية تدريجية في الإنتاج قدرها 400 ألف برميل يوميا.