موقع هندي: لهذا السبب أعادت السعودية دعمها الاقتصادي لباكستان

السبت 6 نوفمبر 2021 06:35 ص

لماذا عادت السعودية لإنقاذ باكستان المفلسة بعد الخلاف بينهما؟ طرح موقع "فيرست بوست" هذا السؤال، السبت، على أثر إعلان السعودية، مطلع الشهر الحالي، إيداع 3 مليارات دولار في البنك المركزي الباكستاني، مع تقديم 1.2 مليار دولار لتمويل التجارة لدعم ميزان المدفوعات لباكستان.

وسلط الموقع الهندي، في تحليل له، الضوء على تاريخ العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أن الرياض تستهدف من مساعدة إسلام آباد بالأساس "الحد من العلاقات الباكستانية-الإيرانية المتنامية".

وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" عن امتنانه للسعودية بعد حزمة دعمها الأخيرة، مشيرا إلى أن الدولتين تتمتعان بعلاقات أخوية طويلة الأمد، لكن التحليل أشار إلى أن العلاقات المتنامية مع باكستان قد تواجه تحديات مع علاقات السعودية الاقتصادية المتنامية مع الهند.

وأوضح "فيرست بوست" أن السعودية تريد إعادة مكانتها إلى المنطقة بعد أن طغى عليها "منافسوها الإقليمون لبضعة سنوات"، لاسيما إيران، كما تريد أن تبين لها أنه لا يمكن الاعتماد على العلاقات بين باكستان والصين القائمة على القروض.

ورغم أن باكستان لن تحصل على دعم السعودية فيما يتعلق بكشمير لكنها ستكون "سعيدة" بالاكتفاء بدعمها الاقتصادي لها، بحسب التحليل.

وللعلاقات الباكستانية - السعودية جذور تاريخية تعود إلى حقبة الستينات، عندما درب عناصر من الجيش الباكستاني القوات المسلحة السعودية في تلك الفترة، وتلاها مزيد من التعاون العسكري في فترة السبعينات والثمانينات، حيث قالت الحكومة الباكستانية حينها إنه يوجد نحو 2000 عسكري باكستاني في السعودية يقومون بمهام هندسية وتدريبية.

وخلال تلك الفترة، دفعت السعوية لباكستان ملايين الدولارات، في فترة كانت تسعى فيها باكستان لصناعة قنبلة نووية. وعندما تردى الوضع الاقتصادي في باكستان زاد اعتمادها على السعودية، حيث أجلت مدفوعات القروض لواردات النفط، وساعدت في بناء شبكة كبيرة من المدارس الدينية، وخففت من آثار العقوبات بعد التجارب النووية الباكستانية في 1998، وفي المقابل حصلت السعودية على المساعدة العسكرية الباكستانية.

وبمقابل الاعتماد الباكستاني المالي "المفرط" على السعودية، كانت الرياض تتوقع أن تكون باكستان شريكا عسكريا لها في التحالف الذي قادته بالحرب في اليمن في 2015، ولكن حكومة "نواز شريف" آنذاك فضلت البقاء على الحياد، وهو ما جعل حكومته غير موثوقة في نظر الرياض.

ولكن عادت باكستان في 2017 لتنضم إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية، ضمن ائتلاف يضم 41 دولة.

وفي عام 2018 أصبح "عمران خان" رئيسا للوزراء، حيث أصبح على علاقة وثيقة بولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، وأعلن عن قرض بقيمة 3 مليارات دولار من الرياض لإسلام آباد.

ومع أن السعودية كانت أول دولة أجنبية زارها "خان" بعد انتخابه العام 2018، بدت الرياض مستاءة من إسلام آباد، وفق تقرير سابق لوكالة "فرانس برس".

وفي 2019 عبرت باكستان عن غضبها من صمت السعودية عن تخلي الهند عن الوضع الخاص لكشمير، فيما أعلنت تركيا وماليزيا عن مواقف رافضة لما حدث، وهو ما دفع الدعوة لتشكيل كتلة إسلامية بديلة في ظل الصمت العربي على خطوة الهند.

وتقاتل مجموعات متمردة في كشمير الجنود الهنود منذ 1989 مطالبة باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان التي تسيطر على جزء من المنطقة المنقسمة وتطالب بها بالكامل مثل الهند.

وطالب وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قريشي" السعودية بأخذ زمام الأمور والمطالبة بعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن، وهدد بالتوجه إلى ماليزيا وتركيا وإيران، الذين انحازوا بشكل كبير إلى باكستان.

وأثار هذا الطلب غضب الرياض التي رأت فيه تحذيرا من أن باكستان تستعد للدعوة لعقد اجتماع لدول إسلامية خارج منظمة التعاون الإسلامي، وبالتالي محاولة لتقويض قيادتها للمنظمة المكونة من 57 دولة. وعندها طالبت الرياض إسلام آباد بإعادة قرض قيمته نحو 3 مليارات دولار بشكل عاجل.

ورغم أن الرياض دعمت إسلام آباد بمساعدات وقروض بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة، لكن المملكة ظلت حريصة أيضا على عدم إغضاب الهند، وهي شريك تجاري رئيسي لها ومستورد للنفط السعودي.

وتقيم باكستان علاقات وطيدة مع السعودية، حيث يعيش ويعمل أكثر من 2.5 مليون من مواطنيها، لكنها تحافظ أيضا على علاقات وثيقة مع إيران.

وعلى مدى عقود، حاولت باكستان تحقيق التوازن بين علاقاتها القوية مع السعودية وإيران التي لها حدود مشتركة معها تمتد على ألف كيلومتر تقريبا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية باكستان عمران خان شاه محمود قريشي محمد بن سلمان الرياض إسلام آباد

السعودية تهدي باكستان مسجدين

رغم مساعدات السعودية.. باكستان بحاجة لـ6 مليارات دولار لمواجهة التضخم

وزير باكستاني: ننتظر 3 مليارات دولار من السعودية خلال أسبوع